حقق ريال مدريد الإسباني اخيرا وبعد طول انتظار حلم التتويج بدوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخه بعد أن قلب تأخره امام جاره أتلتيكو بهدف الى فوز كاسح برباعية في المباراة النهائية على ملعب لالوش بالعاصمة البرتغالية لشبونة. وعزز الريال رقمه القياسي في البطولة بعد أن كسر صيامه عن اللقب منذ 2002 ، فيما خسر أتلتيكو النهائي للمرة الثانية بعد هزيمته قبل 40 عاما امام بايرن ميونخ الألماني. كان أتلتيكو متقدما بهدف حتى الدقيقة 93 قبل أن يتعادل الفريق الملكي برأس سرخيو راموس في الوقت القاتل، ثم سجل جاريث بيل ومارسيلو وكريستيانو رونالدو باقي الرباعية. انتهى الشوط الأول بتقدم أتلتيكو بهدف دون رد بعد 45 دقيقة من اللعب المغلق، خلت من الفرص باستثناء الفرصة الأخطر من انفراد جاريث بيل. وإجمالا كان الريال أكثر استحواذا لكن بطريقة سلبية بسبب إحكام أتلتيكو إغلاق الخط الخلفي، مما أجبر أنخل دي ماريا على توجيه كرات عرضية بعيدة المدى دون متلقي، فيما اعتمد أتلتيكو على الهجمات المرتدة دون فاعلية. يمكن تلخيص الشوط في ثلاث نقاط محورية، أولا: التغيير الاضطراري لدييجو كوستا بعد تسع دقائق فقط ونزول أدريان لوبيز اضطراريا، ليدفع سيميوني ضريبة رهانه الخاسر. ثانيا: أتيحت لجاريث بيل فرصة لا تضيع لإفتتاح التسجيل بعد أن توغل وسط دفاع أتلتيكو مستغلا خطأ نادرا للاعبي الخلف، لكنه بغرابة شديدة بعد أن انفرد بمرمى كورتوا سدد بعيدا عن المرمى (ق32). ثالثا: دفع الريال غاليا ثمن التفريط في التقدم، إذ أحسن أتلتيكو استغلال الكرات الرأسية لمدافعيه التي طالما سجل منها، مستفيدا من خطأ فادح للحارس العملاق إيكر كاسياس. وسدد خوانفران توريس ضربة رأس بالقرب من منطقة الجزاء انقض عليها زميله الأوروجوائي دييجو جودين برأسية أخرى ضعيفة بعد تفوقه في حوار ثنائي على الألماني سامي خضيرة، لكن كاسياس كان قد خرج من مرماه دون وعي، وحين عاد ليشتت الكرة كان الأوان قد فات، وتجاوزت الخط لتعلن عن هدف السبق للكولتشونيروس (ق36). واصل أتلتيكو غلق مساحاته بعد الهدف، بينما طال مفعول الصدمة على لاعبي الريال الذين عجزوا عن إيجاد أي حل للوصول الى مرمى كورتوا، لتنطلق صافرة نهاية الشوط. على غير المتوقع ضغط أتلتيكو هجوميا في بداية الشوط الثاني وهدد مرمى كاسياس. لكن سرعان ما تحمس كريستيانو رونالدو، وسدد ضربة ثابتة قوية لا ينقذها الا حارس بحجم كورتوا (ق54) وبعد دقيقة واحدة سدد ايضا ضربة رأسية بجوار القائم. عاود أتلتيكو الهجوم وكاد يضاعف النتيجة من تصويبة خطيرة لأدريان (ق57). أجرى أنشيلوتي أول تبديلين بنزول إيسكو ومارسيلو على حساب خضيرة وكوينتراو (ق59). اشتدت الإثارة وتبادل الفريقان الهجمات بعد أن انفتحت الأطراف. وأهدر الميرينجي التعادل بعد أن وجه راموس عرضية جانبية مرت من امام رونالدو وبنزيمة على بعد خطوات من المرمى (ق62). وأجرى سيميوني أول تبديل بخروج راؤول جارسيا والدفع بالأرجنتيني خوسيه سوسا (ق66). وصوب إيسكو أرضية خطيرة مرت بجوار قائم كورتوا (ق67). وواصل الحظ السيء في عناد جاريث بيل، حيث ضلت تسديدته طريق المرمى من مسافة قريبة (ق73) ثم لعب رونالدو مقصية خطيرة فوق العارضة. وانفرد بيل بسرعته من الجبهة اليسرى لكنه سدد بشكل سيء كالعادة بجوار القائم (ق78). وغادر بنزيمة الحاضر الغائب ليحل بدلا منه البارو موراتا (ق79). واصل الريال الضغط الهجومي واستبسل أتلتيكو في الدفاع، وخرج فيليبي لويس للإصابة وحل مكانه البلجيكي ألديفيريلد. وواصل كورتوا التألق بمنع عرضية خطيرة من كارباخال، ثم شتت خوانفران من امام مارسيلو فرصة محققة (ق84). وحقق الريال المعجزة وخطف التعادل عبر رأسية مدافعه الهداف سرخيو راموس في الدقيقة 93 من تحويل مثالي لركنية مودريتش، ليحول مسار اللقب من أيدي أتلتيكو الى امتداد لشوطين إضافيين. في الشوط الثالث (الأول الإضافي) واصل الريال الضغط بعد أن حصل على قبلة الحياة، لكن الإنهاك أصاب لاعبيه وكذلك لاعبي أتلتيكو فغابت الخطورة على المرميين. في الشوط الرابع أكمل الميرينجي صحوته، وبمهارة فردية رائعة نجح دي ماريا في اختراق الجبهة اليسرى ووجه تسديدة ارتدت من كورتوا لتصل الى رأس جاريث بيل، الذي عوّض كل ما أضاعه وسجل هدف الكأس العاشرة (ق110). وأخطأ كاسياس للمرة الثانية في الخروج من مرماه، لكن لحسن الحظ ابتعدت الكرة عن شباكه. لكن البديل البرازيلي مارسيلو حسم الأمور وأطلق رصاصة الرحمة بتسديدة قوية أحرز منها الهدف الثالث (ق118). ولأن كريستيانو استحق تسجيل هدف في الأمسية التاريخية ولأنه تحامل على نفسه رغم الإصابة فقد احتسبت له ركلة جزاء اثر عرقلة من جودين ليختتم بها الليلة السعيدة (ق120)، ثم طرد مدرب أتلتيكو، الأرجنتيني دييجو سيميوني بعدها عقب نزوله الملعب في دخوله بمشادة كلامية مع فاران. وأطلق الحكم بعدها صافرة المباراة لينطلق لاعبو الريال للاحتفال بالكأس العاشرة