دعت كرستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي حكومة بنكيران إلى مضاعفة مجهوداتها، في الوقت القريب، للرفع من معدل النمو الاقتصادي الذي يقف عند حدود 3 في المائة منذ ثلاث سنوات، قبل أن تعمل (الحكومة) على مضاعفة هذا المعدل في السنوات الثلاث المقبلة، أي رفعه إلى 6 في المائة. وإضافة إلى النمو الاقتصادي وجهت مديرة النقد الدولي رسالة واضحة إلى المسؤولين المغاربة مفادها التصدي إلى آفة البطالة في إطار برامج واقعية لخلق فرص الشغل، مشددة على الاعتناء بالطبقة الوسطى وجعلها في صلب الركائز الهامة للتوازن الاجتماعي والاقتصادي. وقالت لاغارد التي كانت تتحدث صباح أول أمس الخميس في ضيافة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالرباط في عرضها الذي قدمته تحت تيمة »بناء المستقبل: الشغل، النمو والإنصاف في العالم العربي« (قالت) إن على المغرب أن يعمل جديا للوقوف في وجه آفة البطالة خصوصا لدى الشباب. وفي الوقت الذي أثنت فيه لاغارد في معرض حديثها على المغرب بوقوفه صامدا في وجه الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتداعياتها مشكلا حالة استثنائية، ليس على صعيد الاقتصاد وحسب وإنما على الصعيد الاجتماعي والسياسي كذلك، مقارنة بالعديد من دول العالم العربي ودول منطقة »مينا« التي تعيش مرحلة الانتقال السياسي والاجتماعي الذي تفسره مخلفات الربيع العربي، كما ركزت في مداخلتها على الجانب الاجتماعي والمخاطر المحدقة الصادرة عنه، مذكرة بارتفاع معدل البطالة في العالم العربي وهو الارتفاع الذي لا يستثنى منه المغرب. وتحدثت لاغارد في مداخلتها عن دور الطبقة المتوسطة في إنعاش الاقتصادات الوطنية وبالخصوص في الاقتصادات الهشة والسائرة في طريق النمو مشددة على أن الطبقات الوسطى هي أهم ركائز دعم الاقتصاد الوطني المحافظة على توازناته الماكرو اقتصادية، ليس على صعيد الإنتاج والاستهلاك فحسب وإنما عن طريق التنافسية الاقتصادية التي تخلقها المقاولات. وذكرت في هذا الصدد بأن الطبقة الوسطى في العالم العربي تراجعت في الوقت الحالي مقارنة مع ما كانت عليه في 1970 وما لعبته في الثروة الاقتصادية لهذه البلدان، مشددة على أن الطبقة الوسطى ضرورية لتنافسية المقاولات للعب دورها الكبير في التوازن الاجتماعي، وفي ذلك دعوة صريحة إلى الاعتناء بالطبقة المتوسطة عبر الاعتناء بالمقاولات الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدانظرا لما تلعبه من دور في خلق التوازنات. وأبرزت ا لاغارد،.أن "الصندوق بمعية أعضائه البالغ عددهم 188 دولة سيواصل وضع دعمه ومساعدته التقنية رهن إشارة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بغية تحسين مناخ الأعمال بها".وجددت التأكيد بالقول "سنستمر في تقديم الدعم لكم بمساهمتنا المالية واستشاراتنا وخدماتنا لتعزيز القدرات وتيسير الحوار مع الشركاء الأخرين ".وسجلت على المستوى الاقتصادي ، تحسن الوضع بالمنطقة كما يعكس ذلك نمو الصادرات وارتفاع الاستثمارات العمومية وعلامات تبشر بانتعاش الاستثمار الخاص. كما استعرضت الإنجازات التي تحققت على صعيد السياسة الاقتصادية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، في بعض دول المنطقة. وأكدت أن "هذه الإنجازات تعطي انطباعا جيدا ، لاسيما أن الظرفية الخارجية لم تكن مساعدة، كما أن التوترات الداخلية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمالي تفاقمت في بعض البلدان". واعتبرت، مع ذلك، أن الاستقرار الاقتصادي وحده ليس كافيا، لكون البلدان العربية التي تمر بمرحلة انتقالية تواجه اليوم أزمة التشغيل". وأعربت عن أسفها حيال المعدل الإجمالي للبطالة الذي بلغ 13 في المائة في المتوسط، فيما ارتفع في صفوف الشباب إلى 29 في المائة، وهو المستوى الأكثر ارتفاعا في العالم". محمد عفري