حذرت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، من خطورة إضعاف الطبقة المتوسطة مؤكدة أن هناك انطباعا يسود اليوم بأن الطبقة المتوسطة يتم إضعافها وتفقيرها، حيث أصبحت حصتها من الثروة التي يخلقها الاقتصاد آخذة في التراجع، وأنها تدهورت كثيرا بالمقارنة مع ما كانت عليه في السنوات الماضية. حذرت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، من خطورة إضعاف الطبقة المتوسطة مؤكدة أن هناك انطباعا يسود اليوم بأن الطبقة المتوسطة يتم إضعافها وتفقيرها، حيث أصبحت حصتها من الثروة التي يخلقها الاقتصاد آخذة في التراجع، وأنها تدهورت كثيرا بالمقارنة مع ما كانت عليه في السنوات الماضية. ودعت لاغارد خلال عرض قدمته أول أمس بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي وبالبيئي بالرباط الى ضرورة إقرار نموذج تنموي يقوم على دعامتين أساسيتين إحداهما ذات واجهة اقتصادية تقوم على دعم المقاولة، وتعزيز القدرات التنافسية للمقاولة باعتبارها قاطرة لخلق الثروة ومناصب الشغل والتحكم في التوازنات الماكرو اقتصادية، وأخرى ذات واجهة مجتمعية تنبني على تقوية الطبقة المتوسطة التي لا غنى عنها في دوران عجلة الاقتصاد وتساهم في الاستقرار. واعتبرت مديرة صندوق النقد الدولي أن دور الدولة يكمن في إقرار التوازن، مسجلة أن القطاع العام في بلدان العالم العربي وضمنها المغرب مازال مهيمنا. وعبرت لاغارد عن تخوفها من تنامي ميولات الشباب نحو الاشتغال في القطاع العام، والحال أن القطاع الخاص هو الذي عليه أن يتحمل الحصة الأكبر من التشغيل والابتكار. وشددت كريستين لاغارد على ضرورة محاربة الريع وتحسين مناخ الاقتصاد، معتبرة أن قوانين إنشاء المقاولات مازالت معقدة لذلك دعت الى ضرورة تبسيط المساطر، وكذا العمل على الاستثمار بقوة في البنى التحتية. ونبهت لاغارد الى أن غياب الحكامة يقتل ثقة المستثمرين، مؤكدة أن نصف المقاولات في العالم العربي يتعرض للابتزاز من أجل تقديم الرشوة. واعتبرت مديرة صندوق النقد الدولي أن النهوض بمجال الحكامة ليس مهمة مقصورة على السلطات العمومية، بل إن للمجتمع المدني دورا فعالا في هذا الإطار. وقالت لاغارد إن المغرب الذي لم يسحب بعد أي مبلغ من خط السيولة الذي محنه إياه صندوق النقد الدولي وتعامل بذكاء مع هذا القرض، حيث استعمله كصمام أمان وكبوليصة تأمين لزرع الثقة في المستثمرين الأجانب., وعن خطر البطالة أوضحت لاغارد أن بلدان التحول العربي تواجه اليوم أزمة طاحنة في فرص العمل، وهو أمر يجب معالجته. فمعدل البطالة يبلغ متوسطا قدره 13%، وبطالة الشباب تعادل ضعف هذا المتوسط حيث وصلت إلى 29 % ، وهو من بين أعلى المعدلات على مستوى العالم. ومنذ عام 2010، قفز عدد العاطلين عن العمل مضيفا 1.5 مليون نسمة إلى طابور العاطلين. ولم تخف مديرة صندوق النقد الدولي إعجابها بالكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي التي استهلت اللقاء مستشهدة بواحدة من عباراتها الأنيقة، وقالت لاغارد «..وكما كتبت الكاتبة المغربية الموهوبة فاطمة المرنيسي - التي سررت كثيرا بلقائها هذا الصباح - بعبارات بارعة بليغة : « الكرامة أن يكون لديك حلم ، حلم كبير يعطيك رؤية ، عالم يكون لك فيه مكان ، حيث يمكن أن تؤدي مساهمتك إلى تغيير الأشياء ، مهما كانت مساهمة بسيطة « . كما اتضح من خلال الحديث، المتراصة أفكاره للسيدة الأولى في صندوق النقد الدولي ،أن أرسطو وابن رشد يحتلان ضمن مرجعياتها مكانة بارزة حيث استشهدت بهما في أكثر من مناسبة وقالت وهي تتحدث عن أهمية الطبقة الوسطى: « فأرسطو هو القائل بأن «الدول التي يرجح أن تدار بكفاءة هي التي تضم طبقة متوسطة كبيرة... فحيثما تكون الطبقة المتوسطة كبيرة يصبح احتمال ظهور الفصائل والانشقاقات أقل ما يمكن». والاقتباس من أرسطو ملائم في هذا السياق لأن الفلاسفة العرب هم الذين حافظوا على علمه حيا، بينما كانت أوربا قد انزلقت إلى هوة الظلام. وأخص بالذكر هنا العظيم ابن رشد صاحب الجذور العميقة هنا في المغرب.»