فاز أتلتيكو مدريد على برشلونة بهدف دون رد في اللقاء الذي جمع بينهما في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ليتأهل الروخيبلانكوس إلى نصف النهائي، مستغلا التعادل ذهابا بهدف لكل منهما. وحقق أتلتيتكو فوزه الأول على البرسا منذ 14 فبراير/شباط 2010، بفضل الأداء القوي طوال المباراة، والأخطاء الدفاعية والتكتيكية التي وقع فيها البرسا. فقد حاول برشلونة أخذ زمام المبادرة في بداية الشوط الأول، الا أن الضغط الدفاعي للفريق المدريدي حال دون مساعي البرسا فرض أسلوبهم على المباراة، خاصة في ظل حالة غياب لاعبي الفريق الكتالوني. ولم تساعد حالة الغياب هذه لاعبي أتلتيكو على التصدي بفاعلية للمحاولات المتواضعة للظهور فحسب، بل سمحت لهم بالسيطرة على مجريات المباراة من بدايتها، ليكشر عن أنيابه مبكرا في الدقيقة الخامسة من خلال تسديدة لراؤول جارسيا فوق العارضة بقليل. ولم يتأخر الهدف الأول لأتلتيكو مدريد كثيرا، حيث سدد أدريان كرة قوية تصطدم بالقائم وتعود ليصنع منها ديفيد فيا كرة عرضية تصل في النهاية إلى كوكي يسددها بقوة في المرمى (ق6). وأصيب البرسا بالمفاجأة من هذا السيناريو الذي لم يكن يتوقعه، بدت واضحة في حالة الذهول التي أصيب بها لاعبو البرسا في ظل غياب ليونيل ميسي نجم الفريق وتشافي هرناندز صانع ألعابه. وكاد الحارس خوسيه مانويل بينتو أن يكلف فريقه هدفا ثانيا مبكرا بعد أن تلقى كرة في وضع صعب من بوسكيتس ليخطئ التعامل معها قبل أن يسددها خارج المنطقة. وفي ظل المحاولات الشرسة من جانب لاعبي أتلتيكو، وأبرزهم فيا النشيط، والمساحات المغلقة في العمق وغياب ميسي الكامل باستثناء التسديدة الرأسية التي أخطأت المرمى (ق13)، لجأ المدير الفني للفريق، الأرجنتيني خيراردو "تاتا" مارتينو لتغيير في طريقة اللعب. فبدلا من التمريرات القصيرة المقروءة بالنسبة للاعبي أتلتيكو، اعتمد مارتينو على انطلاقات الرسام أندريس إنييستا في العمق، ومشاوير البرازيلي نيمار من اليسار ومواطنه داني ألفيش من اليمين. ولم يسفر هذا السيناريو سوى عن فرصة من مشوار كبير من نيمار يراوغ فيه عددا من لاعبي أتلتيكو ويلعبها عرضية ليسددها ميسي بجوار القائم (ق24)، وبعض الكرات العرضية التي لم يستفد منها لاعبو البرسا لقصر قاماتهم. وحاول مارتينو العودة لأسلوب البرسا المعهود ولكن غياب اللاعبين عن مستواهم وحماسة لاعبي أتلتيكو حالت من جديد دون هذا، لتستمر الأمور على هذا المنوال باقي الشوط الأول. وقبل نهاية الشوط الأول، عاد الجدل التحكيمي من جديد بعد أن طالب لاعبو أتلتيكو باحتساب ركلة جزاء اثر تدخل ماسكيرانو مع أدريان المنفرد (ق41)، ولكن دون قرار من الحكم، الأمر الذي تكرر مع فابريجاس بعد دقيقة. ومع بداية الشوط الثاني بدت تعليمات المدربين واضحة، فبينما كلف دييجو سيميوني لاعبيه بمراقبة إنييستا، أفضل لاعبي البرسا، وأعطى مارتينو لاعبيه شحنة معنوية كبيرة مع تعليمات بتحركات جماعية من الخلف للهروب من الرقابة الدفاعية، الأمر الذي أسفر عن بينية من تشافي لنيمار يضيعها بعد تألق تيبو كورتوا. وفي ظل تغيير تكتيك "الروخيبلانكوس" بدفاع المنطقة، والاكتفاء بضغط لاعب واحد على حامل الكرة، كان للبرسا بعض الخطورة على مرمى كورتوا، أبرزها تمريرة من ميسي الغائب لنيمار يفشل في تسجيلها أيضا. وفي المقابل، استغل الروخيبلانكوس الاندفاع الهجومي للبرسا في تنفيذ الهجمات المرتدة، مثل المشوار الذي قطعه فيا وراوغ خلاله عددا من لاعبي البرسا ويمررها بغرابة (ق56). ولكن الضغط المتواصل للضيوف دفع "الكولشينيروس" للعودة إلى التكتيك السابق الضغط على حامل الكرة والتقدم للهجوم على مرمى بينتو، الذي انقذ شباك البرسا من تسديدة قوية من دييجو ريباس (ق65)، قبل أن يهدر جابي انفرادا بعد مشوار طويل (ق70). وعاد الجدل التحكيمي من جديد بعد أن تغاضى الحكم عن تدخل ماسكيرانو مع فيا المنفرد دون احتساب ركلة جزاء (ق71). واستمرت الأمور على هذا المنوال حتى نهاية المباراة لتنتهي لصالح نادي العاصمة، ليتأهل لنصف نهائي دوري الأبطال للمرة الرابعة في تاريخه، والأولى منذ 1974.