رغم أن بعض حالات الاحتراق التي يقدم عليها شباب جزائريون لها علاقات بما هو اجتماعي، فإن السبب الحقيقي يعود للمشاكل الاجتماعية والشعور بالحكرة في بلد النفط والغاز، حيث لا تتوفر أدنى شروط العيش الكريم. وتوفي مواطن جزائري بعدما أقدم على إضرام النار في جسده، في مدينة وهران، فيما أصيب شقيقه بحروق بليغة على خلفية محاولة تنفيذ حكم قضائي يقضي بخروج أسرتهما من المسكن الذي تقيم فيه. وأوضحت صحيفة (الخبر) في نسختها الإلكترونية أن الحادثة بدأت "عندما قدم عون قضائي مرفوقا بالقوة العمومية إلى مسكن الضحية الواقع في منطقة حاسي لبيوض، من أجل تنفيذ حكم قضائي يقضي بإخراج عائلته من مسكنها لفائدة صاحب الدعوى الذي كسب السجال القضائي". وتابعت أن الضحية الذي عجزت مصالح الحماية المدنية عن إنقاذ حياته، "عمد إلى إضرام النار في جسده بالاستعانة بمادة البنزين، ليلفظ أنفاسه في عين المكان، في حين تم نقل الضحية الثاني (شقيقه) على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية". وحسب المصدر ذاته، فإن موجة من الغضب اجتاحت المنطقة على إثر هذا الحادث حيث أقدم شبان على "احتلال الطريق وإضرام العجلات المطاطية، مما تسبب في عرقلة حركة المرور"، مضيفا أن "قوات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الدرك اضطرت للتدخل" لضبط الأمور. وظاهرة إضرام النار في الأجساد ومحاولات الانتحار، شائعة في الجزائر، ولها ارتباط بالظروف الاجتماعية الصعبة لمرتكبيها، خاصة في أوساط طالبي السكن الاجتماعي والشباب العاطل. وكانت السنة الماضية، قد سجلت حالات مماثلة كثيرة آخرها وفاة شاب عاطل عن العمل في 11 دجنبر، بعد خمسة أيام من إضرام النار في جسده في ولاية خنشلة . وعمد الضحية إلى إحراق نفسه بعد اقتياد أخيه إلى مخفر الشرطة بناء على شكاية رئيس البلدية ضده على خلفية اعتصامه داخل مقر البلدية رفقة أفراد أسرته بعد رفض طلبه مجددا للحصول على سكن اجتماعي، ليصعد الضحية إلى أعلى سور مقر الأمن حيث سكب كمية من البنزين على جسده وأضرم النار فيه. وكانت الصحافة المحلية قد تحدثت حينها عن "خميس أسود بالجزائر"، لأنه فضلا عن الحالة المأساوية للشاب حكيم، كانت هناك محاولات أخرى عدة لحرق الأجساد في اليوم ذاته بعدد من ولايات البلاد لأسباب مختلفة. ومن بين هذه الحالات، تلك المسجلة في ولاية خنشلة أيضا وتحديدا ببلدية تازوغارت، حين تسلق شاب جدار مقر الأمن الحضري وصب البنزين على جسده قبل أن يضرم النار فيه، وفق صور تناقلها عدد من المواقع الإلكترونية.