أفادت مصادر متطابقة أن مواجهات اندلعت ، امس الاثنين، بين طالبين للسكن وقوات الأمن في أحياء بضواحي الجزائر العاصمة، خلفت إصابات في صفوف الجانبين. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية (واج) أن سكان عمارات قديمة وأحياء صفيحية قاموا بقطع الطريق بالعجلات المطاطية والحجارة احتجاجا على "التأخر في إعادة إسكانهم في سكنات لائقة.
وصرح أحد المحتجين بأن الأمطار التي تساقطت في الآونة الأخيرة "قد غمرت مساكننا الهشة، و هو ما دفعنا إلى الخروج إلى الشارع للتعبير عن سخطنا و التنديد بلامبالاة المسؤولين المحليين".
وحسب الموقع الإخباري (كل شيء عن الجزائر)، فإن السكان رموا بمقذوفات وقنابل المولوتوف في اتجاه عناصر الشرطة التي اضطرت إلى استعمال الغازات مسيلة الدموع لتفريق المحتجين الذين عمدوا إلى إحراق عجلات مطاطية وإلقاء أغصان الأشجار لقطع الطريق. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد وعد في مخططه الخماسي (2010 2014)، ببناء أزيد من مليون وحدة سكنية، غير أن التأخر في إنجاز المشاريع وتفجر اتهامات بالفساد، أثارا غضب المواطنين.
ومع مطلع السنة الجارية، اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة بوعريرج (250 كلم شرق الجزائر العاصمة)، تسببت في جرح 52 شخصا ضمنهم 9 من قوات الأمن، على خلفية منح السكن الاجتماعي، بعد كشف حالات محاباة وزبونية أثناء اختيار المستفيدين.
وقد سجلت طوال السنة حالات مماثلة وإن كانت أقل حدة وذلك في عدد من مناطق البلاد، حيث كان يعمد المحتجون إما إلى قطع الطرق، لكن في أقصى الحالات عمد العديد منهم إلى إضرام النار في أجسادهم.
وخلال الشهر الجاري، توفي شاب بولاية خنشلة (شرق) بعد خمسة أيام من إضرام النار في جسده، حيث أقدم الضحية على فعلته بعد اقتياد أخيه إلى مخفر الشرطة بناء على شكاية رئيس البلدية ضده على خلفية اعتصامه داخل مقر البلدية رفقة أفراد أسرته بعد رفض طلبه مجددا للحصول على سكن اجتماعي، ليصعد الضحية إلى أعلى سور مقر الأمن حيث صب كمية من البنزين على جسمه وأضرم النار فيه.
وظاهرة إضرام النار في الأجساد ومحاولات الانتحار، شائعة في الجزائر، ولها ارتباط بالظروف الاجتماعية الصعبة لمرتكبيها، خاصة في أوساط طالبي السكن الاجتماعي والشباب العاطل.
وسبق لطالب سكن اجتماعي أن أضرم النار في جسده داخل مقر ولاية بومرداس (50 كلم شرق الجزائر العاصمة)، شهر نونبر الماضي ، بعد إبعاد اسمه من قائمة المستفيدين.
وأقدم الضحية الذي يقيم رفقة زوجته وابنيه في أحد الشاليهات، على صب البنزين على جسده ثم إشعال النار فيه، بعد علمه بإسقاط اسمه من طرف اللجنة المكلفة بمنح السكن بدعوى أن اسم أخيه وارد في القائمة نفسها.
وفي متم شتنبر، أضرم شخص آخر النار في جسده بحضور العشرات من الأشخاص ببلدية قرب وهران (غرب)، بعدما علم بدوره بخلو لائحة المستفيدين من السكن الاجتماعي، من اسمه رغم أنه كان واردا فيها.