بلغ عدد المؤسسات التعليمية العمومية التي أوصدت أبوابها عند متم سنة 2013 إلى 191 مؤسسة موزعة بين المدارس الابتدائية و الإعداديات الثانوية التأهيلية و الثانويات التأهيلية إضافة إلى مجموعات المدارس التعليمية الابتدائية المنتشرة في يعض المداشر و القرى. وقالت مصادر مطلعة إن أسباب سياسة إغلاق مؤسسات التعليم بالمغرب مختلفة و متنوعة تتوزع بين ما هو موضوعي و ما هو تدبيري محض يبقى للحكومة اليد الطولي فيه. و شددت المصادر المذكورة على أن ظاهرة إغلاق المدارس التعليمية التابعة إلى الدولة كانت بدايتها في 2009 لكن حجمها تفاقم و ارتفعت حدته ما بين بداية 2012 ونهاية 2013 ، أي في الفترة التي تتزامن مع تقلد حكومة بنكيران بنسختيها الأولى و الثانية زمام مسؤولية التسيير والتدبير، وزادت المصادر على أن إغلاق المدارس ليس هو النقطة السوداء الوحيدة التي عانى منها أهم قطاع اجتماعي في عهد حكومة بنكيران ، بل تعداه إلى العديد من النقائص التي تطرق إليها الخطاب الملكي السامي بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة الملك و الشعب في عشرين غشت الأخير ، و هو الخطاب الذي عجل بإحداث المجلس الأعلى للتعليم . و فيما ردت وزارة التربية الوطنية أسباب الإغلاق إلى تناقص أعداد التلاميذ في أقسام العديد من المدارس التعليمية الابتدائية بسبب تفضيل أباء و أولياء التلاميذ اللجوء إلى المدارس الخصوصية إيمانا منهم بتدني مستوى التعليم العمومي أمام اجتياح المدارس الخاصة و ارتفاع مستواها التربوي و التعليمي، قالت مصادر مقربة من الوزارة إن برنامج مدن الصفيح في العديد من الأحياء بمدن مختلفة كان وراء "هروب" جماعي للعديد من التلاميذ إلى مدارس ومؤسسات تعليمية أخرى بأحياء و مناطق مغايرة ، و ذلك تحت إكراه تغيير مقرات السكنى الذي أملاه البرنامج السكني المذكور بلغة الأرقام و التفصيل، أكدت المصادر المذكورة على أن عدد المدارس الابتدائية التي أغلقت أبوابها عند متم 2013 بلغ 135 مدرسة في المجال الحضري، في الوقت الذي تم فيه 336 قسما تابعا لمجموعات مدرسية في البوادي و القرى. وفي الوقت الذي بلغ فيه عدد الإعداديات المغلقة عند هذا التاريخ إلى 40 إعدادية ، فإن الثانويات التي تم إغلاق أبوابها عند التاريخ نفسه فقد بلغ عددها إلى ستة عشر -16- ثانوية . وتبقى حصة الأسد من المؤسسات التي تم إغلاقها من نصيب جهة الدارالبيضاء، التي عرفت إغلاق أهم المدارس و الثانويات و في مقدمتها إعدادية ابن طفيل في حي المعا ريف الذي يعرف ارتفاعا في أسعار العقار، وهي الإعدادية التي تم فيها تنفيذ برنامج بيع المؤسسات التعليمية لإغناء خزينة الوزارة الوصية في عهد الحبيب المالكي غير أن تحركات العديد من الجمعيات حال دون استكمال مثل هذه المشاريع علما أن إعدادية أخرى في العاصمة الاقتصادية للمملكة وهي إعدادية الشابي التي عرفت بدورها نفس المسار ، أي الإغلاق بدعوى الانخفاض المهول في عدد المتمدرسين كما عرفت إلى جانب ها تين الإعداديتين 14 مدرسة للابتدائي نفس المصير المتمثل في الإغلاق علما أن إعدادية محمد عبدو و ثانوية شوقي بحي النخيل قريبا من المعاريف يسيران في الاتجاه نفسه بعدما تبين أن عدد التلاميذ يسير في الانخفاض المهول. إلى ذلك قالت المصادر السالفة الذكر إن مستوى التعليم في عهد حكومة بنكيران عاش على إيقاع تدني المستوى في عهد حكومة بنكيران مقابل ارتفاع معدل الهدر المدرسي و تفشي الجريمة وإن سياستها حيال فتح لآفاق واسعة في قطاع التربية والتعليم جاء ضد النظرية القائلة " افتح مدرسة و اغلق سجنا"