كرست هذه السنة، رغم الصعوبات التي واجهها العالم، والتي لا يمكن إخفاؤها، العناية الملكية الخاصة التي يحظى بها المغرب والمغاربة من طنجة إلى الكويرة، وعاشت بلادنا على إيقاع الكثير من الأوراش والمنجزات، التي تهدف إلى العناية بالمواطن، وتمكينه من شروط العيش الكريم، وتعددت الإسهامات الملكية في هذا الإطار، ولم تشكل 2013 استثناء، بل أكدت، بما لا يدع مجالا للشك، أن البناء هو القاعدة في عهد جلالة الملك، فمنذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين، وجلالته يقوم بجولات عبر مختلف أنحاء المملكة، لتدشين مشاريع تنموية، والواقع أن المنجزات التي تحققت في عهد صاحب الجلالة فوق الوصف والإحصاء، إذ تشهد المملكة باستمرار تغييرات ملحوظة، وتحولت بفضل جلالته إلى ورش مفتوح، وهذا الأمر يشهد به الخاص والعام، بل إنه صار محط اهتمام فعاليات وطنية ودولية. وتابع المغاربة، والمهتمون بالشأن المغربي، المنجزات المهمة التي تجسد حرص جلالة الملك على بناء مغرب الألفية الثالثة على أسس متينة. يهدف المشروع الملكي إلى الارتقاء بالمغرب، ويتقاطع فيه البناء والتشييد، والاهتمام بالمواطن المغربي في حياته اليومية، وتأهيله للمستقبل، وجعل جلالة الملك، من منطلق الحرص على النهوض بالعنصر البشري في مشروع التنمية المتكاملة، المواطن محور كل المبادرات، وهو ما تترجمه المبادرات الاجتماعية المتواصلة. وفضلا عن البناء داخليا، أوجد جلالة الملك للمغرب والمغاربة مكانة متميزة في عالم الألفية الثالثة، من خلال مبادرات جلالته الإنسانية، التي شملت بقاعا عدة من العالم، فكلما احتاج بلد واجه كارثة بيئية، أو مزقته الاشتباكات إلى الدعم، إلا ويصدر جلالته تعليماته السامية بإيفاد القوات المسلحة الملكية للمساهمة في استتباب الأمن، أو إقامة مستشفيات، كما كان الشأن في مخيم الزعتري بالأردن، لفائدة اللاجئين السوريين، ومستشفى في باماكو، بمالي، وغزة، وغيرها، إضافة إلى إطلاق جسر الإعانات. وطبع جلالة الملك سنة 2013 بلقاءات مهمة مع الكثير من الأشقاء والأصدقاء من قادة دول العالم، سواء خلال الجولة الإفريقية التاريخية، التي زار خلالها جلالته كلا من السينغال وكوت ديفوار والغابون، أو خلال الزيارة الخاصة للإمارات العربية المتحدة، التي قام خلالها ببعض الأنشطة. وزار جلالة الملك، أيضا، الولاياتالمتحدةالأمريكية بدعوة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وحظيت تلك الزيارة، شأنها شأن الجولة الإفريقية، باهتمام عالمي. كما استقبلت بلادنا، بدعوة من جلالة الملك، العديد من القادة، مثل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والعاهل الإسباني خوان كارلوس، والرئيسين السينغالي ماكي سال، والغابوني الحاج علي بونغو، وأمير قطر صاحب السمو الشيح تميم بن حمد آل ثاني، الذي حل بالمملكة يوم الجمعة الماضي. وتعددت اتفاقيات الشراكة التي أبرمتها المملكة مع الدول الشقيقة والصديقة، تجسيدا للحرص الملكي على الحفاظ على عرى الأخوة والصداقة وتمتينها.