جاءت الاتفاقيات التي ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ وفخامة رئيس جمهورية الغابون علي بونغو أونديمبا٬ أمس الثلاثاء بليبرفيل٬ حفل التوقيع عليها، لتعزز الاتفاقيات التي تربط بين البلدين ولتعزز أيضا العدد المهم من الاتفاقيات التي ترأس جلالته رفقة الرئيسين السينغالي ماكي سال، والإيفواري الحسن واتارا، توقيعها في دكار وأبيدجان. وجاءت أيضا لتؤكد الحرص الملكي على تقوية وتعزيز التعاون جنوب جنوب، وتبرز الاهتمام الذي يوليه المغرب للسياسة الإفريقية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من السياسة الخارجية للمملكة. وتبرز الزيارة الملكية التي تتواصل إلى الغابون المحطة الثالثة، والأخيرة من الجولة الإفريقية الرمزية والتاريخية لجلالة الملك، والتي شملت السينغال وكوت ديفوار، (تبرز) الدور الحيوي الذي تلعبه المملكة بقيادة صاحب الجلالة، في مجال التعاون على مختلف الأصعدة، وتحقيق التقارب بين شعوب دول القارة. وكما سبق أن أكدنا، فإن التاريخ يسجل لجلالة الملك بمداد الفخر مواقف جلالته النبيلة تجاه دول إفريقيا جنوب الصحراء، واليد الممدودة باستمرار من أجل الدعم، وهو ما يؤكد أن جلالة الملك قائد دولة يحمل هموم قارة، ويبادر باستمرار إلى مد يد العون إلى الأشقاء في القارة السمراء، كلما لمس جلالته أنهم في حاجة إليه. وسيذكر التاريخ هذه الجولة، التي لقيت تجاوبا في البلدان الإفريقية الثلاثة، ووصل صداها إلى مختلف أنحاء العالم، والتي كرست الهوية الإفريقية الصرفة للمملكة. إن المغرب ماض، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، في مساره الذي يؤكد تشبثه بجذوره الإفريقية، عبر وضع قضايا القارة ضمن الأولويات. وماض، أيضا، في ترسيخ وتجديد المحبة الضاربة في عمق التاريخ بينه وبين أشقائه، والتي تفوح بعبق التاريخ، دون أن تغفل مسايرة العصر في توليفة لها أكثر من دلالة. إن مغرب الألفية الثالثة، يبدع بفضل سياسة جلالة الملك على كل الواجهات، وما انفتاحه على المحيط الإفريقي، سوى صورة من صور الإبداع، الذي يتغيى تحقيق التكامل والاندماج عبر الدعم والمساندة، وإضفاء البعد الإنساني، من قبل جلالة الملك، على التعامل مع الأشقاء في القارة السمراء، وهو ما تجسد بكل وضوح خلال الجولة الملكية. الجولة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لأنها أظهرت للعالم التناغم الرائع بين بلدان الجنوب، وبلد في شمال القارة، قريب جغرافيا من أوروبا ومتشبث بجذوره، ولم يتنكر للتاريخ. إن المبادرات الملكية والمواقف المهمة تضاعف افتخار المغاربة في مختلف أنحاء المعمور بالانتماء إلى هذا البلد المعطاء، الذي تربوا فيه على البذل والعطاء. والجولة الملكية تاريخية، أيضا، لأنها جعلت الجميع يشهد للمغرب بأنه نموذجي في التعاون جنوب جنوب، وأنه بالفعل مفخرة للقارة السمراء، التي كما قال أكثر من مسؤول إفريقي، تخسر الكثير في غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي، أو كما قلنا أمس، إنه بلد ينبغي أن تراهن عليه القارة السمراء لتواجه المواقف بما يقتضيه الأمر من حزم، وتخطيط للمستقبل.