رحل الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا عن 95 عاما ولكنه ترك إرثا كبيرا من الأقوال التي تعبر عن قيمة رجل قيدت حريته لكفاحه من أجل السلام والمساواة والعدل، ومن أجل إفريقيا بصفة خاصة. كان نيلسون مانديلا قيمة أخلاقية حتى آخر يوم في حياته، وأيقونة هامة عبر خطاباته وأفعاله التي جعلته يحتل مكانة بارزة في التاريخ العالمي. الرجل الذي كافح ضد نظام التمييز العنصري الذي كانت تفرضه الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا حتى 1994 والذي قيدت حريته لمدة 27 عاما، كان أول رئيس أسود لدولة جنوب إفريقيا، وحاز جائزة نوبل للسلام في 1993. عرف في حياته باسم ماديبا، وهو اسم عشيرته بلغة الكوسا الجنوب إفريقية، كما كانت تطلق عليه وسائل الإعلام اسم "عشبة كزبرة الثعلب السوداء"، لكنه سيظل معروفا بعد وفاته بكلماته وأفعاله التي سيخلدها التاريخ. كلماته الأولى في الحرية: قال مانديلا أمام حشد في مدينة كيب تاون بعد استعادة حريته في 11 فبراير 1990 إن الاغلبية من سكان جنوب إفريقيا من أصحاب البشرة البيضاء أو السمراء يعترفون اليوم بأن "الفصل العنصري ليس له مستقبل". وكان مانديلا قد اعتقل في 1963 مع ثماني قيادات أخرى بالمؤتمر الوطني الإفريقي في ريفونيا شمالي جوهانسبرغ، وقيدت حريته لأكثر من ربع قرن. وقال بعد حبسه إنه يجب أن يكون هناك حد لسيطرة البيض على السلطة السياسية و"القيام بإعادة هيكلة أساسية لأنظمتنا السياسية والاقتصادية لضمان تجاوز الخلافات التي يحدثها نظام الفصل العنصري". مانديلا ونوبل للسلام: في 10 ديسمبر 1993 حصل مانديلا ورئيس جنوب إفريقيا حينها، فريدريك دي كليرك، معا على جائزة نوبل للسلام. وكان ذلك نصرا جماعيا لكل من كافح ضد نظام قائم على الفصل العنصري أي "العنف والقمع وإفقار الشعب"، بحسب كلمات مانديلا، الذي ذكر الأمريكي مارتن لوثر كينج، الحاصل على نوبل للسلام في 1964 والجنوب إفريقيين، ألبرت لوتولي (1961) وديسموند توتو (1984) كرواد في هذا الجهد. مانديلا رئيسا: قال مانديلا في 10 مايو 1994 عندما أصبح رئيسا لجنوب أفريقيا إن نظام الفصل العنصري خلف العديد من الخسائر الإنسانية لكن يجب نسيان الماضي واليوم يوم "رائع لأنه يشهد تحقيق حلم لطالما انتظرناه وندعو منذ وقت طويل لكي يتحقق". عن الحرية والسلام:. يقول مانديلا عن مفهوم الحرية في كتابه "نيلسون مانديلا بنفسه" الصادر عن دار نشر "بلاتافورما ايديتوريال" إنه "ليس هناك طريق سهل نحو الحرية في أي مكان، وكثير منا عليهم المضي من واد يكتنفه شبح الموت مرة والثانية قبل الوصول إلى قمة جبل أمنياتنا". وفي نفس الكتاب يشير إلى مقولته الشهيرة عن السلام "أفضل أسلحتنا، هي التي لا يستطيع عدونا مقاومتها، السلام". عن الفقر: قال مانديلا يوم عيد ميلاده التسعين الذي احتفل به في 18 يوليوز 2008 إن "الفقر لا يزال يهدد شعبنا؛ إذا كنت فقيرا فليس أمامك فرص كبيرة لكي تعيش". عن الإيدز: وأكد في 2003 بمدينة كيب تاون، لدى حضوره حفلا لجمع أموال لمكافحة هذا المرض أن "الإيدز لم يعد مجرد مرض فحسب، ولكنه أصبح قضية حقوق إنسان. فملايين الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز معرضون لخطر التناقص إلى مجرد أرقام (إحصائيات)، إذا لم نتحرك الآن". رقمه في السجن: أوضح في عام 2003 أن 46664 كان رقمه كسجين في جزيرة روبن، وقال "وجودي كان مختزلا في هذا الرقم". عن الديمقراطية في جنوب إفريقيا: قال عندما كان رئيسا للدولة في 1998 "كنا نعرف أنه لا يوجد شخص أو شيء يمكن أن يهدد حلمنا في جنوب إفريقيا حرة في طريقها إلى السلام والديمقراطية. في 27 أبريل 1994 أعلنا أمام العالم أننا يمكننا حكم أنفسنا بأنفسنا". عن الدعابة: قال مانديلا في 2005 إن "الدعابة تشحذ أفكارك وتضعك في مستوى الناس الذين أنت معهم. مع روح الدعابة والاسترخاء تماما، حتى عندما تكون تناقش أمورا جادة، ستحرك أصدقاءك حولك، وهذا يسعدني". عن الموت: ذكر مانديلا في مقابلة لفيلم وثائقي يحمل اسمه عام 1994 إن "الموت محتوم، عندما يفعل المرء ما يعتقد أنه مفيد لشعبه، وبلده، يمكنه أن يرقد في سلام. أعتقد أنني قمت بهذا الواجب، ولذلك سأستريح للأبد". أصبحت بعض تلك المقولات من التاريخ، لأن الشخص الذي قالها، والذي توفى لتوه، أعطى درسا أخلاقيا لكل شعوب العالم بذاته وسلوكه. وأصبح نموذجه أسطورة بالفعل. (إفي) قسم الريبورتاج. خوان ميدينا. أعده بالعربية: محمد أنور.