أكد الاتحاد العمالي الدولي، ان الظروف المروعة التي يواجهها الاف العمال المهاجرين في بناء البنية التحتية لمنشآت مونديال 2022 في قطر ظلت على حالها ولم تتغير رغم الغضب العالمي المتزايد. وقد اثارت منظمات حقوق انسان، والاتحاد الدولي لكرة القدم اضافة الى البرلمان الاوروبي ملف ممارسات "العبودية" تجاه العاملين في منشآت كأس العالم والتي تسببت في ارتفاع عدد الوفيات والاصابات بالمرض والمعاناة لهؤلاء العاملين. ووفقا للسكرتير العام للهيئة العمالية الدولية، شاران بورو فإنه "بعد زيارة دامت اربعة ايام الى قطر.. لم نعثر على اية بوادر لتحسن ظروف المعيشة والعمل للعمال المهاجرين"، بحسب ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية الاحد. وتابع "كان هناك خيار سهل للحكومة القطرية والسؤال المحير لماذا لم يتم السير به؟ العمال الفقراء ايضاً يتساءلون حول ذلك، لا يزالون يواجهون اليأس لدى ارباب العمل حيث يمكن التخلص منهم بسهولة ويرفض دفع الاجور لهم ويرفضون ايضا التوقيع على تصريحات الخروج". واضاف بورو "خلال الزيارة التي قام بها 11 عضوا في الوفد عقدوا جلسات استماع للعمال وصدموا من حكايات الرعب، وخاصة حول الاعداد المتزايدة من النساء والرجال المحتجزين في السجون، وارتفاع السخط والاضطرابات في صفوف العاملين داخل 'معسكرات' العمل المزرية". واشار الى ان خلاصة زيارة الايام الاربعة تكمن في كيف ان عدم تصميم نظام كفؤ للعمالة الدولية يكفل حقوق العمال وقائمة على مبادئ الكفاءة والولاء للمؤسسات..على المؤسسات الدولية والشركات ان تكون على علم بمخاطر اوضاع العمالة في قطر". وكان تحقيق سابق اجرته صحيفة "الغارديان" البريطانية في شتنبر كشف ان 44 عاملا نيباليا لقوا حتفهم في الفترة بين 4 يونيو وحتى 8 غشت جراء اصابات بفشل عضلة القلب او حوادث عمل، حيث يجبر العمال على العمل تحت درجة حرارة 50 مئوية دون مياه للشرب وحجب للرواتب بدوم لشهور واحتجاز جوازات السفر للحيلولة دون تمتعهم بحق السفر. كما ووجد التحقيق ان المرض كان متفشيا في صفوف العمال، واماكن السكن مكتظة وغير صحية، ويعاني العديد من العمال من الجوع. الى ذلك حذر الاتحاد النقابي ان ما يصل الى حوالي 4 الاف عامل مهاجر قد يلقون حتفهم قبل ان يتم ركل كرة البداية في مونديال العام 2022. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" حذر من الظروف التي يعيشها العمال في تشييد منشآت كأس العامل، حيث اعترف رئيس الاتحاد جوزيف بلاتر بالانتهاكات الحادة لحقوق العمال المهاجرين. من جانبه اختتم بورو حديثه بدعوة "الفيفا" الى تحسين المعايير الاساسية للعمال، حيث اوصى بالغاء نظام الكفيل معلنا انه سيقدم تقريرا بهذا الشأن، في اذار/مارس المقبل مؤملا ان تمضي الحكومة القطرية في السكة الصحيحة.