إن مؤدلجي الدين الإسلامي، مهما كانوا، وأينما كانوا، لا يمكن اعتبارهم إلا معتدين على الدين الإسلامي، وعلى المسلمين في نفس الوقت، للاعتبارات الآتية: الاعتبار الأول: أنهم يحرفون الدين الإسلامي على مقاسهم، وحسب هواهم، من خلال تأويلاتهم المغرضة للكتاب، والسنة، التي تصير بتلك التأويلات، في خدمة مصالح مؤدلجي الدين الإسلامي: القريبة، والمتوسطة، والبعيدة. الاعتبار الثاني: تنصيب مؤدلجي الدين الإسلامي لأنفسهم، أوصياء على الدين الإسلامي،ليصيروا، بذلك، في مكانة الأنبياء، والرسل. الاعتبار الثالث: اعتبار تأويلهم للكتاب، والسنة، هو الدين الحقيقي، للإيغال في تضليل المسلمين. الاعتبار الرابع: تجييش المسلمين، المضللين وراءهم، بشعارات زائفة، من قبيل: (الإسلام دين ودنيا)، و(الإسلام دين ودولة)، و(الإسلام هو الحل)، و(تطبيق الشريعة الإسلامية)، وغيرها من الشعارات المؤدلجة للدين الإسلامي، والمسيسة له، والتي تنفي عنه كونه معتقدا فرديا، وتصر على تأكيد جماعيته، مع أن الأصل فيه، هو الإيمان الفردين بعد الاقتناع بهن كما يدل على ذلك النطق بالشهادتين، الذي لا ينوب فيه مومن بالدين الإسلامي، عن مومن آخر بالدين الإسلامي، وكما يدل على ذلك ما يجري يوم الحساب، كما جاء في القرءان الكريم: (فأما من أوتي كتابه بيمينه، فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه، وأما من أوتي كتابه بشماله، فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه). والإيمان الفردي، لا علاقة له بالإيمان الجماعي، الذي لا يجري إلا في إطار أدلجة الدين الإسلامي، التي لا علاقة لها بحقيقة الدين الإسلامي، ولا بالإيمان به. الاعتبار الخامس: أن الغاية من تحريف الدين الإسلامي، عن طريق الأدلجة، والتسييس،هو الوصول إلى السلطة، لإقامة ما يسمونه بالدولة الإسلامية، التي تتجسد في الخلافة الإسلامية، التي تعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية. الاعتبار السادس: اعتماد القوة، والإرهاب، بمظاهرهما المختلفة، وسيلة لفرض السيطرة على دول المسلمين، حتى ولو حصل ذلك على جثث الملايين من شعوب دول المسلمين. الاعتبار السابع: قيام مؤدلجي الدين الإسلامي، ومسيسيه، بتحصين أنفسهم، وتقوية تنظيماتهم، عن طريق تلحيد، وتكفير كل من خالفهم الرأي، والإفتاء بقتله. الاعتبار الثامن: اعتبارهم أن العلمانية نقيض للإسلام، ويرفضون اعتبارها إطارا لتعددالمعتقدات، وحماية ذلك التعدد، في إطار تحييد تلك المعتقدات، والابتعاد عن أدلجتها،وتسييسها، حفاظا على وحدة المجتمع. الاعتبار التاسع: اعتمادهم العداء المطلق للاشتراكية، وللاشتراكيين، الذين يصيرون بحكم اقتناعهم بالاشتراكية، وبالنظام الاشتراكي، كفارا، وملحدين، ليستبيحوا بذلك قتلهم، من أجل التخلص منهم. الاعتبار العاشر: اعتبار الديمقراطية، وحقوق الإنسان، بدعا مستوردة من الغرب، لا يجب الأخذ بها، لأنها تؤدي إلى الكفر، والإلحاد، ولكن هذا لا يمنعهم من الأخذ بها، في شروط معينة، تمكنهم من الوصول إلى السلطة، ليقع بعد ذلك تجريمها، والتخلص من كل من يطالب بها. وهذه الاعتبارات، وغيرها، تعتبر وسلة مثلى، للبرهنة على تعمد مؤدلجي الدين الإسلامي، الاعتداء على الإسلام، وعلى المسلمين، من أجل أن يصير الأمر واضحا في أذهان الرأي العام، على جميع المستويات المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية،وعلى المستوى الدولي، حتى يقف الجميع على الطبيعة الإرهابية لمؤدلجي الدين الإسلامي، ومسيسيه، واستغلاله، في إصدار فتاوى القتل، والقيام بكل أشكال الجهاد،التي ابتدعوها، والتي وصلت إلى حد اعتبار جهاد النكاح شرعيا، وفريضة، تصاحب القيام بالعمليات الإرهابية، في كل مكان من العالم، بما في ذلك البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين. فأين يعيش صحافيو من يسمون صحافتهم ب: الصحافة (المستقلة)؟ ألا يتتبعون، عن كثب، ما يجري في العالم، وفي البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين؟ أليست لهم القدرة على التحليل، والتفكيك، واستنتاج ما يجب؟ ألا يدركون أن معاناة العرب، والمسلمين، وكل البشرية، ناجمة عن استفحال أمر أدلجة الدين الإسلامي، وتسييسه؟ ألا تعتبر الأزمة الحادة، التي تعرفها المجتمعات في البلاد العربية، وباقي بلدانالمسلمين، ناجمة عن نفي مؤدلجي الدين الإسلامي، لكل من يخالفهم الرأي، وتكفيرهم له، وتصيده، أو الإفتاء بقتله؟ ألم يؤد توظيفهم للدين الإسلامي: أيديولوجيا، وسياسيا، إلى تحريف الدين الإسلامي؟ أليست وصاية مؤدلجي الدين الإسلامي، على الدين الإسلامي، وادعاؤهم علم الغيب،شكلا من أشكال النبوة، والرسالة، في القرن الواحد والعشرين؟ فلماذا لا تتعرضون في صحافتكم (المستقلة)، إلى ممارستهم على مدى البلاد العربية،وباقي بلدان المسلمين، وعلى المستوى العالمي؟ أليس سكوتكم عن ممارسات مؤدلجي الدين الإسلامي، دليلا على تلقيكم عمولات منهم،مقابل تمجيدهم، وعدم التعرض لممارساتهم المسيئة إلى إنسانية الإنسان، في هذا العالم؟ أليس سكوتكم عن ممارساتهم، مؤامرة على الشعوب، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين؟ ألا تعتبر صحافتكم ناطقة باسم مؤدلجي الدين الإسلامي؟ أليس ذلك منكم خيانة لاستقلالية صحافتكم؟ ألا يجدر بكم أن تعيدوا النظر في انحيازكم إلى مؤدلجي الدين الإسلامي؟ أليست إعادة النظر، تلك، مدعاة لإعادة الاعتبار لاستقلالية الصحافة في المغرب؟ أليست الصحافة المستقلة، وسيلة للتفريق بين حقيقة الدين الإسلامي، وبين اعتبار أدلجة الدين الإسلامي مجرد تحريف له؟ إن منتجي الصحافة (المستقلة)، أو التي تسمى كذلك، لا ينتجون، في الواقع، صحافة مستقلة. فهم يتصيدون الخبر، حتى وإن كان كاذبا، أو محرفا، أو معبرا عن التحيز إلى جهة معينة، من أجل نشره، مادام يقف وراء الرواج الواسع للجريدة، الذي يعتبر مدرا للمزيد من الأرباح، حتى لا نقول مصاريف الطبع، الممول من قبل جهات غير معروفة،بالإضافة إلى مداخيل الإشهار. وفيما يخص موضوع إرهاب الإخوان المجرمين، الذي يعتبر التزاما بتوجيه التنظيم الإرهابي الدولي للإخوان المجرمين، الممول صهيونيا، وأمريكيا، وقطريا، ورجعيا، فإن الجرائد المغربية (المستقلة)، لا تراه إرهابا، بقدر ما تراه جهادا مشروعا في مصر، وفي سوريا، وفي تونس، وفي ليبيا، بل وفي المغرب، إن اقتضى الأمر ذلك، لا لأنها كذلك، بل لمجاراة هؤلاء الذين يمارسون أدلجة الدين الإسلامي، وتسييسه، على مستوى المغرب،ومجاراة المتعاطفين معهم، والمضللين بخطاباتهم، الذين يستهلكون، بكثافة، إعلام الجرائد المستقلة، التي تتحول بفعل ذلك، إلى جرائد ناطقة باسم الإخوان المجرمين،وباسم التوجهات الإخوانية المغربية، الذين يعتبرون أنفسهم أعضاء في التنظيم الدولي للإخوان المجرمين، والذين لا يعبأون بما يجري في المغرب، بقدر ما يتحسسون آناء الليل، وأطراف النهار، ما يجري في مصر، ويصرون على أن ما وقع في مصر، انقلابا عسكريا، ضد الإخوان المجرمين، وليس ثورة شعبية، تسعى إلى استكمال ثورة 25 يناير 2011. ولذلك، فمنتجو الجرائد (المستقلة) المغربية، والتي صارت ناطقة باسم الإخوان المجرمين، مصريا، وسوريا، وتونسيا، وليبيا، ومغربيا، لم يغيبوا عما يجري في البلاد العربية، وخاصة في مصر، وتونس، وسوريا، بل وتركيا، التي تحتضن مقر التنظيم الدولي للإخوان المجرمين، بل يدركونه جيدا، وفي استطاعتهم إبراز الحقائق الدامغة،التي تكشف حقيقة الدين الإسلامي، وحقيقة ممارسي الإرهاب باسم الدين الإسلامي، في كل بلاد الدنيا، الذين يبدأون بإرهاب توظيف الدين الإسلامي: أيديولوجيا، وسياسيا،ومرورا بإرهاب فرض وصايتهم على الدين الإسلامي، وبإصدار فتاوى التكفير، والتلحيد،وصولا إلى إرهاب مصادرة الحق في الحياة، وانتهاء بممارسة الإرهاب الإعلامي، الذي تمارسه الجرائد المغرضة، التي يسميها منتجوها ب: (المستقلة)، وهي في الواقع،ليست إلا ناطقة باسم الإخوان المجرمين، على المستوى العالمي. ومنتجو الجرائد (المستقلة)، يمتلكون القدرة على التحليل، والتفكيك، واستنتاج ما يجب،انطلاقا من توظيف منهج موضوعي، لا يتوخى إلا الحقيقة، وخدمتها، ولا شيء غير الحقيقة، وخدمة الحقيقة، ودون تحيز إلى هذه الجهة، أو تلك، إلا أنهم، وبحكم ممارستهم الانتهازية، يتعمدون التحريف الإعلامي، وإخفاء الحقائق، رغبة في إرضاء المنتمين إلى التوجهات المغربية، المؤدلجة للدين الإسلامي، المتفاعلين مع الإعلام القطري المبثوث، عبر قناة الجزيرة، التي فقدت المصداقية الإعلامية، لتحولها إلى مجرد قناة محرضة، وداعمة للإخوان المجرمين، والتي لم تعد تخاطب إلا المضللين بالإخوان المجرمين. وقبل هذا، وذاك، فمنتجو الجرائد (المستقلة)، يدركون أن معاناة العرب، والمسلمين،وكل البشرية، ناجمة عن استفحال أمر أدلجة الدين الإسلامي، وتسييسه، إلا أنهم يغمضون أعينهم عن ذلك، ويمتنعون عن تناوله، خوفا من سقوطهم في عملية مناهضة استغلال الدين الإسلامي: أيديولوجيا، وسياسيا، ليدعموا بما يمارسونه من إعلام،استغلال الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، ليتحولوا هم بدورهم إلى مستغلين للدين الإسلامي إعلاميا، حتى يحققوا من وراء ذلك أرباحا طائلة. ومعلوم، أن الأزمة الحادة، التي يغمض منتجو الجرائد (المستقلة) أعينهم عنها، والتي تعرفها المجتمعات في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ناجمة عن نفي مؤدلجي الدين الإسلامي، لكل من لا يتقبل خطابهم المؤدلج للدين الإسلامي، موظفين في سبيل ذلك التكفير، والتلحيد، والإفتاء بالقتل، مما يعتبر تحريضا في صفوف الأتباع، الذين يتولون مهمة تنفيذ الفتوى / الحكم الإرهابي. ومنتجو الجرائد (المستقلة)، المغمضين أعينهم، عن ما يقوم به مؤدلجو الدين الإسلامي من ممارسات إرهابية، وبطريقة انتهازية فجة، يصدق عليهم قوله تعالى: (فإنها لا تعمى الابصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). أما الموظفون للدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، فيصدق عليهم قوله تعالى: (لا تقولوا آمنا، ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الايمان في قلوبكم)؛ لأن انتماءهم إلى الإسلام، ليس من أجل الإيمان به، المفضي إلى التحلي بقيمه النبيلة، المانعة لممارسة الإرهاب ضد البشرية بصفة عامة، وضد كل من يقول ربي الله، من مختلف الديانات السماوية، وخاصة في الديانة اليهودية، والديانة المسيحية، والديانة الإسلامية. وكما لا يرى منتجو الجرائد (المستقلة)، الممارسات الإرهابية لمؤدلجي الدين الإسلامي،لا يرون، كذلك، أن توظيفهم الأيديولوجي، والسياسي، يؤدي إلى تحريف الدين الإسلامي، عن طريق جعله معبرا على لسان مؤدلجي الدين الإسلامي، المنتظمين في حزب معين، أو في جماعة معينة، فكأن الله منحاز إليهم ضد البشرية، وضد كل من لا ينتظم في تنظيمهم من المسلمين، الذين يخالفونهم الرأي. وهو ما يعني أن الجرائد المستقلة، لا تنهج نفس نهج مؤدلجي الدين الإسلامي. وهؤلاء المنتجون للجرائد (المستقلة)، لا يرون، كذلك، أن وصاية مؤدلجي الدين الإسلامي، أنى كانت هويتهم، وادعاؤهم علم الغيب، يعتبر شكلا من أشكال النبوة،والرسالة، ونحن نعلم، ومعنا منتجو الجرائد (المستقلة)، أن زمن النبوة، والرسالات، قد انتهى بموت محمد ص، وأشكال النبوة، والرسالة هذه، تمارس في القرن الواحد والعشرين، من ميلاد المسيح عليه السلام، وفي عصر تطورت فيه العلوم في مستوياتها المختلفة، إلى درجة اقتحامها للجزئيات الدقيقة في هذا الكون، وإلى كل الكائنات الملموسة، التي صارت في متناول الإنسان، مهما بعدت. وهذه الصحافة (المستقلة)، الإخوانية، لا تتناول الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المؤدلجون للدين الإسلامي في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وفي كل أرجاء العالم،ابتداء من تحريف الدين الإسلامي، وتأويل نصوصه المختلفة، حسب هوى مؤدلجيه،ومرورا بالإرهاب الفكري، والنفسي، الذي يمارسونه على البشرية، وعلى من يخالفهم الرأي من المسلمين، وعدم تناوله لممارساتهم الإرهابية، التي لا تتوقف على مدار الساعة، والتي يتأذى منها كل إنسان تربى، ونشأ على احترام الرأي الآخر، الذي يقود إلى احترام المعتقدات المخالفة، والتعامل على أساس ما هو مشترك بين جميع أفراد المجتمع، في كل بلد من البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين. وسكوت الجرائد (المستقلة)، المغربية، عن ممارسات مؤدلجي الدين الإسلامي الإرهابية،وعن اعتداءاتهم المستمرة على الإسلام، والمسلمين، في كل أرجاء الأرض، يعتبر، في حد ذاته، إرهابا في حق البشرية، مهما كانت معتقداتها. وهذا السكوت عن الممارسات الإرهابية، لمؤدلجي الدين الإسلامي، يعتبر دليلا على أن الجرائد المغربية (المستقلة)، تتلقى عمولات منهم، مقابل تمجيدهم، وعدم التعرض إلى ممارساتهم المسيئة إلى إنسانية الإنسان، في هذا العالم. وإلا، فإن هذه الجرائد (المستقلة)، المغربية، إذا كانت لا تتلقى عمولات من مؤدلجي الدين الإسلامي: فلماذا لا يكون إعلامها موضوعيا؟ ولماذا لا تفضح الممارسات الإرهابية، التي يقوم بها مؤدلجو الدين الإسلامي؟ لماذا تعتبر وصايتهم على الدين الإسلامي من المسلمات، التي لا تجب مناقشتها؟ لماذا تعتبر تكفير، وتلحيد العلمانيين، والمتنورين، والاشتراكيين، من المسلمات التي يجب الأخذ بها؟ أليس من واجب الصحافة المستقلة، فعلا، أن تكون موضوعية في إعلامها، وأن لا تتحيز إلى أية جهة، وكيفما كان لونها؟ وهذا السكوت عن الممارسات الإرهابية، لمؤدلجي الدين الإسلامي، لا يمكن اعتباره إلا مؤامرة في حق شعوب البلاد العربية، وفي حق شعوب باقي بلدان المسلمين، وفي حق شعوب العالم. والمؤامرة لا يمكن أن تقف إلا وراء إذلال الشعوب، عن طريق التضليل الذي تمارسه الصحافة (المستقلة) في حقها. والصحافة (المستقلة)، بممارستها لمؤامرة الصمت، وتمجيدها لمؤدلجي الدين الإسلامي،تصير متكلمة باسمهم، وعلى لسانهم، في جميع الشروط، ودون بذل أي مجهود مادي،أو معنوي فيها، لتصير بذلك ضد جميع مكونات المجتمع، التي تصير كافرة، وملحدة، ما دامت تخالفها الرأي. والممارسة التي ينهجها منتجو الصحافة (المستقلة)، التي لم تعد مستقلة، لا يمكن اعتبارها إلا خيانة لمبدإ الاستقلالية، الذين ادعوا الالتزام به، في إصدار صحافتهم.وخيانة من هذا النوع، وفي هذا المستوى، يجب أن تحاكم جماهيريا، وأن يحاسب منتجو الصحافة المستقلة، على خيانتهم لاستقلالية صحافتهم. وفي أفق إعادة الاعتبار للصحافة المستقلة، يجب إعادة النظر في انحيازالصحافة(المستقلة)، لمؤدلجي الدين الإسلامي، الذي لا يمكن اعتباره إلا انحيازا من قبل منتجي الصحافة (المستقلة)، لمؤدلجي الدين الإسلامي، من أجل تجاوز وضعية الانحياز،نحو تكريس استقلالية الصحافة الفعلية. والصحافة التي يعاد الاعتبار لاستقلاليتها، وبصدق المنتجين لها، تصير وسيلة للتفريق بين حقيقة الدين الإسلامي، وحقيقة أدلجة الدين الإسلامي، حتى يميز المسلمون في المغرب، بين حقيقة الدين الإسلامي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، وأن الدين الإسلامي إيمان، وأن الإيمان شأن فردي، وما هو شأن فردي، يبقى بين المومن، وخالقه، ولا شأن لغيره به. أما أدلجة الدين الإسلامي، التي لا علاقة لها بالإيمان به، فهي توظيف أيديولوجي، وسياسي للدين الإسلامي، بواسطة حزب، أو توجه سياسي معين، مما يجعل أدلجة الدين الإسلامي شأنا حزبيا / جماعيا، والفرق كبير بين كون الإيمان شأنا فرديا،وبين كون أدلجة الدين الإسلامي شأنا حزبيا / جماعيا. فالمومن يتحلى بالقيم النبيلة، التي جاء بها الدين الإسلامي، إرضاء لله تعالى، ورجاء لثوابه يوم القيامة. أما أدلجة الدين الإسلامي، فلا علاقة لها بالقيم النبيلة، ولا تسعى إلى إرضاء الله تعالى،بقدر ما تستغل الدين الإسلامي، لتجييش المسلمين، في أفق الوصول إلى السلطة،للاستبداد بحكم المسلمين. فهل يرجى من الصحافة المغربية، أن تقوم بدور معين، في اتجاه ممارسة الاستقلالية الفعلية، التي يدعيها منتجوها؟ وهكذا، تبين لنا، أن منتجي الصحافة (المستقلة)، يعيشون في المغرب، ويعرفون ما يجري في المغرب، وفي البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ويتتبعون ما يجري في العالم، وفي البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ويمتلكون القدرة على التحليل،والتفكيك، وإعادة التركيب، واستنتاج ما يجب، ويدركون أن معاناة العرب، والمسلمين،وكل البشرية، ناجمة عن استفحال أمر أدلجة الدين الإسلامي، وتسييسه. كما أنهم يدركون جيدا، أن الأزمة الحادة، التي تعرفها المجتمعات في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ناجمة عن نفي مؤدلجي الدين الإسلامي، لكل من يخالفهم الرأي،وتكفيرهم له، وتلحيده، ويفتون بقتله. وهؤلاء يعلمون جيدا، أن توظيف الدين الإسلامي،أيديولوجيا، وسياسيا، من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي، يؤدي إلى تحريف الدين الإسلامي، كما يعلمون، أن وصاية مؤدلجي الدين الإسلامي، على الدين الإسلامي،وادعاؤهم علم الغيب، لا يمكن أن يعتبر إلا شكلا من أشكال النبوة، والرسالة، في القرن الواحد والعشرين. وهؤلاء المنتجون للصحافة (المستقلة)، لا يتعرضون إلى مؤدلجي الدين الإسلامي، وإلى ممارساتهم في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وعلى المستوى العالمي، لحاجة في نفس يعقوب، كما أن سكوتهم عن ممارساتهم، لا يمكن اعتبارها إلا مؤامرة على الشعوب، مقابل العمولات التي يتلقونها، كما تؤكد الممارسات ذلك، ما دامت صحافتهم (المستقلة)، معبرة على لسان مؤدلجي الدين الإسلامي، وخيانة لاستقلالية الصحافة (المستقلة). وهو ما يعني ضرورة قيام منتجي الصحافة (المستقلة)،إلى إعادة النظر في ممارساتهم الإعلامية، المتحيزة إلى مؤدلجي الدين الإسلامي؛ لأن إعادة النظر تلك، تعيد الاعتبار لاستقلالية الصحافة المستقلة، التي تصير وسيلة لفرض الإعلام الموضوعي، الذي يعرض وجهات النظر الإعلامية، المتناقضة أحيانا، وبشكل موضوعي. فهل تعرف صحافتنا المستقلة تحولا في اتجاه الموضوعية، المؤكدة للاستقلالية؟ وهل تعمل على انعتاق الدين الإسلامي من الأدلجة، حتى يصير الدين الإسلامي، كما نفهمه، لنا جميعا، بدل أن يبقى محتكرا من قبل مؤدلجيه، المحرفين له؟ أم أن هذه الصحافة ستبقى مجرد واجهة إعلامية، غير مباشرة، لمؤدلجي الدين الإسلامي، لتفقد بذلك استقلاليتهأ، وإلى ما لا نهاية؟ ابن جرير في 22 / 8 / 2013 محمد الحنفي