دعت قوى وتيارات سياسية مصرية إلى تنظيم مظاهرات جديدة بعد غد الجمعة في القاهرة من أجل ما وصفته ب"تصحيح المسار", وخصوصا للمطالبة بوقف محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية وإلغاء قانون الانتخابات الحالي. وقد أيدت "الكتلة المصرية" و"التحالف الوطني" الدعوة للتظاهر يوم الجمعة, وهي ائتلافات تضم أكثر من 45 حزبا وتيارا, ليس من بينها جماعة "الإخوان المسليمن" التي قررت عدم المشاركة في المليونية الجديدة. وحسب صحيفة "الشروق", فإن قيادات حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي للجماعة عقدت اجتماعا مع أعضاء في المجلس العسكري, كان من بين محاوره موقف الجماعة وحزبها من المشاركة في مليونية الجمعة. وأضافت الصحيفة, استنادا إلى مصدر "إخواني", أنه من المرجح أن يكون قرار الإسلاميين بعدم المشاركة نتيجة لما دار في هذا الاجتماع الذي تطرق أيضا لأحد الملفات المثيرة للجدل في الساحة السياسية المصرية, وهو ملف قانون الانتخابات والتقطيع الانتخابي. ورفضت كل التيارات الإسلامية تقريبا المشاركة في التظاهر الجمعة المقبلة وهو الموقف الذي تبنته هذه التيارات تجاه كل دعوات التظاهر بعد مليونية الجمعة 29 يوليوز التي شهدت إنزالا مكثفا للإسلاميين في ما أطلقوا عليه "جمعة الهوية". وتتردد قوى سياسية مصرية أخرى في المشاركة في مليونية الجمعة المقبلة بسبب توجسها من أي تصعيد تجاه المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية. وقد عقدت الجمعية الوطنية للتغيير التي يقودها محمد البرادعي المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية اجتماعا أول أمس, عبر فيه المشاركون عن رفضهم لرفع شعارات ضد الجيش. ونقلت صحيفة "روز اليوسف", اليوم الأربعاء, عن أحد القياديين بالجمعية قوله إن رفض قانون الانتخابات يجب أن يكون في مقدمة المطالب لأنه سيتسبب في "بحور دماء خلال المعركة الانتخابية, وسيخدم عناصر الحزب الوطني المنحل". وسجل أيضا تباينا في ترتيبات التظاهر بعد غد الجمعة ; فقد أعلن ائتلاف شباب الثورة عن الانطلاق في مسيرات من ميدان التحرير بعد صلاة الجمعة, في اتجاه كل من رئاسة مجلس الوزراء ودار القضاء العالي ونادي القضاة للمطالبة بإعادة النظر في قانون الانتخابات الذي لا يسمح وفق, قيادات في الائتلاف, للتجمعات الشبابية بالترشح لمجلس الشعب. وفي المقابل, دعت "ثورة الغضب الثانية", وهي إحدى الجهات التي وجهت الدعوة للتظاهر على صفحتها على الفيس بوك, المصريين إلى الخروج من 68 مسجدا وكنيسة في مظاهرات, رافضة الحديث عن "مليونية" في ميدان التحرير وسط القاهرة. أما اتحاد شباب الثورة فطالب بالخصوص من الشرطة العسكرية وقوات الأمن المركزي بالانسحاب من ميدان التحرير (تسهر الشرطة العسكرية منذ ما قبل رمضان على منع أي تجمع وسط الميدان). وأوضح عضو بالمكتب التنفيذي للاتحاد, في تصريحات نشرت اليوم, أن هذا المطلب يأتي "حقنا للدماء ومنعا للصدام لأننا نريد مليونية هادئة". وتأتي الدعوة لمظاهرات أو مليونية جديدة الجمعة المقبلة بعد فترة هدوء سادت ميدان التحرير وسط القاهرة طيلة شهر رمضان الذي تركز فيه الاهتمام بالخصوص على ملف العلاقات مع إسرائيل بعد مقتل جنود مصريين على الحدود الدولية برصاص حرس الحدود الإسرائيلي.