لم يكن أكثر المتعاطفين مع حزب العدالة والتنمية يتوقعون أن يحضر عبد العزيز أفتاتي النائب البرلماني عن مدينة وجدة، اجتماعا رسميا وهو ينتعل نعلا من البلاستيك وقشابة من تلك التي يستعملها عادة المغاربة من أجل النوم، فقد فاجئ أفتاتي الحاضرين خلال اجتماع عقد الإثنين الماضي بولاية وجدة لدراسة تداعيات الحريق الذي شب في سوق مليلية، وهو بلباس لا يليق حتى بالجلوس في المقهى فأحرى أن يكون اجتماعا برئاسة والي الجهة وحضور رئيس المجلس البلدي. الذين قرؤوا هذه الرسالة خرجوا بانطباع واحد، هو أن أفتاتي لا يحترم الاجتماعات الرسمية ولا يحترم حتى نفسه، خصوصا أن الرجل هو نائب برلماني وكان عليه أن يأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار، لكن كما يقال من شب على شيء شاب عليه. ولعل الجميع يتذكر تلك الواقعة التي حدثت في سنة 2009، حين وجه أفتاتي رسالة إلى السفير الفرنسي يطلب منه التدخل لحماية مواطن مستشار جماعي ببلدية وجدة يحمل الجنسية الفرنسية، ساعتها لم يتورع أفتاتي في الإساءة إلى بلده والنيل من سيادته، هذا الرجل الذي ينتمي إلى حزب يسعى إلى السلطة ولو لستة أشهر فقط كما طالب بذلك زعيم الحزب، كانت الحكومة المغربية عبرت عن رفضها لتصرف عضو بالأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية وعضو بالفريق النيابي للحزب الذي وجه رسالة إلى السفارة الفرنسية بالرباط حول تعرض أحد المستشارين الجماعيين للحزب، يحمل الجنسية الفرنسية، لاعتداء من طرف القوات الأمنية خلال عملية انتخاب مكتب مجلس بلدية وجدة. تصرف أفتاتي آنذاك كان تصرفا لا مسؤولا، ومس الشعور الوطني الذي دأب على احترامه الجميع، خصوصا أنه حدث من طرف نائب برلماني يفترض أنه يمثل الشعب داخل البرلمان وينتمي إلى حزب يسعى بكل قوته إلى الفوز في الانتخابات المقبلة ورئاسة الحكومة، حيث سيتحمل أفتاتي منصبا وزاريا، وقد تأتيه لوثة عقلية في أي لحظة فيستقبل سفير إحدى الدول أو أحد وزراءها بالنعل والشاشية، ما حدث في مدينة وجدة الإثنين الماضي لا يعني سوى شيئا واحدا هو أن من ينتمون إلى العدالة والتنمية اختلط عليهم الأمر ولم يعودوا يفرقون بين باب الدار والمسجد فكل شيء لديهم حلال. تصرف أفتاتي يؤكد بلا شك أن هناك أمورا غير واضحة، وأن من يتحملون مسؤولية حزب العدالة والتنمية هم مجرد مرتزقة لا يفرقون بين المسؤولية السياسية وحفلات الزرود التي يقيمونها بينهم.