بدأ الآلاف منذ الصباح الباكر في التوافد على ميدان التحرير بوسط القاهرة، استجابة لمليونية "طرد السفير" الإسرائيلي من البلاد، على خلفية مقتل خمسة جنود مصريين بهجمات إسرائيلية على الحدود الخميس قبل الماضي. وعاد ميدان التحرير ليتصدر المشهد مجددا بمليونية اليوم بعد غياب دام لنحو ثلاثة أسابيع، حيث يرفع المتظاهرون حزمة جديدة من المطالب لم تكن موجودة سابقا على أجندة فعاليات ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير/شباط الماضي. وتظاهر المئات أمام مقر السفارة الاسرائيلية بحي الجيزة، في انتظار انضمام متظاهري التحرير إليهم والذين حملوا الأعلام الفلسطينية، ولافتات تندد بإسرائيل. وتضمنت المطالب، طرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير المصري من تل أبيب، ووقف إمدادات الغاز إلى إسرائيل، وقطع "جميع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع العدو". وكان ضابط مصري وأربع جنود آخرين قد قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي على الحدود المشتركة أثناء تعقب منفذي هجوم وقع بمدينة إيلات، الأمر الذي دعا القاهرة لمطالبة تل أبيب ب"إفادتها بنتائج التحقيقات وإيضا بتقديم اعتذار رسمي". يذكر أن محاميا مصريا أقام الأربعاء الماضي دعوى أمام محكمة القضاء الإدارى لإلزام الحكومة بمطالبة إسرائيل بتسليم جنودها المتورطين فى قتل العسكريين، تمهيدا لمحاكمتهم على جريمتهم أمام القضاء المصرى. واختصم المحامي محمد عبدالعال فى دعواه كلا من المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكري، ورئيس الحكومة عصام شرف، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، والنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود. وشدد على أن "وقوع الجريمة على أرضنا يجعل القضاء المصري مختصا تماما بنظرها ومحاسبة مرتكبيها وفق قانون العقوبات المصري". وتتزامن التظاهرات مع الاحتفال ب"يوم القدس العالمي" الذي أطلقه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الأمام الخميني، عقب نجاح الثورة، والذي يحتفل به في آخر جمعة من شهر رمضان، لإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وتتزامن كذلك مع الذكرى ال42 لإحراق المسجد الأقصى في شهر أغسطس/آب من عام 1969.(إفي)