رجحت جريدة ناشيونال إنترست الأمريكية سقوط نظام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مباشرة بعد سقوط معمر القذافي وأكدت أن الجزائر عرضة للإصابة بعدوى الثورة باعتبار تركيبتها البشرية التي تظم عددا كبيرا من الشباب، وانتشار البطالة وسيادة نظام حكم غير ديمقراطي لا يشارك الشعب في اتخاذ القرار، بالإضافة إلى كون الجزائر وفق المصدر ذاته تعتبر مرتعا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وهو المعطى الذي قد يساعد في دعم الثورة المسلحة ضد نظام بوتفليقة. وأضافت المصادر ذاتها أن الثورة كانت ستنطلق في الجزائر قبل ليبيا بعدما عمت مظاهرات عارمة ومواجهات في العديد من المدن الجزائرية قبل أن يعمل النظام الجزائري على تهدئة هذه الثورة ولكن بشكل مؤقت فقط؛ والتي يمكن أن تستيقظ في أي وقت خصوصا وأن الجزائر هي أكبر دولة في إفريقيا ولديها من النفط والغاز أكثر من ليبيا بكثير ولديها نفس المشكلات التي تعاني منها ليبيا. ومن جهته قال أكبر سياسي إسلامي معارض في الجزائر أن بلاده ربما تجتاحها انتفاضة تستلهم الربيع العربي إذا لم تصلح البلاد المشاكل الاجتماعية والسياسية بسرعة، وقال الشيخ عبد الله جاب الله (54 عاما) رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية أن الحكومة حاولت تهدئة الغضب بتوزيع الأموال لكنها لم تستطع معالجة نقص الديمقراطية الذي هو أساس مشاكل الجزائر. وقال جاب الله في مقابلة مع رويترز " يمكن لبؤر التوتر أن تتحد وتتحول إلى تيار جارف يدمر كل شيء من ورائه". وأضاف "أراد النظام أن يحل المشكلة ماليا واعتبر أن الأزمة اجتماعية وأن زيادة الأجور ستكون كافية لحلها، صحيح أن هناك جانبا اجتماعيا للأزمة ولكن قلب الأزمة يظل سياسيا. ولقد تجددت خلال نهاية الأسبوع الماضي مواجهات عنيفة بين الشرطة ومحتجين وذكرت تقارير إخبارية أن الشرطة الجزائرية اعتقلت مجموعة من الشباب عندما كانوا متوجهين إلى مقر ولاية البويرة حيث كانوا يعتزمون إضرام النار في إطارات مطاطية وقطع الطريق، كما اندلعت مشادات بين قوات مكافحة الشغب ومئات المحتجين على انقطاع التيار الكهربائي بوسط مدينة تيزي وزو الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرق البلاد واضطرت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. ولقد أكد جامعيون وناشطون حقوقيون اجتمعوا في الجزائر العاصمة أن الإصلاحات السياسية مرتبطة بتشكل مجتمع يناضل من أجل تغيير السلطة الحالية. وقال محمد هناد أستاذ العلوم السياسية خلال مؤتمر حول « إشكالية الإصلاح في الجزائر » نظمته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان أن « الإصلاحات التي أعلنها الرئيس (عبد العزيز بوتفليقة) تتقدم في الظلام ». وقال المحامي مصطفى بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان « لا يمكن أن يحصل تغيير من دون طبقة سياسية ومجتمع مدني يعملان سلميا من أجل ذلك ».