لما يتحدث مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، تطفو على ذهن مشاهده قضيتين، الأولى تتعلق بتغيير صوته لما كان خطيبا بالحي الجامعي بالدارالبيضاء مقابل "صدقة جارية" بالمدينة الكبيرة، والثانية علاقته بإدريس البصري التي كان المسكين يظن أنها ستنفعه يوم الحساب مع بنكيران الذي كان يستأسد على رفاقه بعلاقته بالضابط الخلطي التي منحته التوفر على المعلومة، لكن علاقة الرميد مع رئيس رؤساء الضابط المذكور لم تغن عنه شيئا. قصة التحول لدى الرميد مهمة جدا في فهم خصوصيات خطابه المتناقض، الخطاب الذي يبحث عن موقع في الوجود السياسي، لكن "الزغبي" ما زال يعيش تحت رحمة الجدار الذي بناه فوقه خصومه داخل الحزب، كلما رفع رأسه يصدمه بالأحجار مما يجعل منه رجلا تائها، ناسيا أن الأستاذية فاتته منذ زمان. الرميد، الطامح لكل شيء دون أن يعرف الطريق، قال إنه على الملك أن يتعامل مع الأحزاب السياسية على قدم المساواة ، وألا يفضل حزبا على آخر، هذا قول خرج من فم زعيم سياسي ورجل قانون، وهذا جهل مطبق بمنطق الأشياء ومنطق الواقع والتاريخ، فالدستور الجديد كان واضحا في تحديد الصلاحيات لكل مؤسسة من المؤسسات ووفق الدستور الحالي فإن الملك ليس طرفا من بين أطراف الصراع السياسي وهو فوق الأحزاب السياسية والتنظيمات. والذي يؤكد جهل الرميد هو أن الأحزاب لا يمكن أن تبنى عن طريق العلاقات ، وإنما عن طريق التنظيم المحكم وعن طريق وجود إيديولوجية يدافع عنها الحزب، وعن طريق البرنامج السياسي الواضح، وليست الإيديولوجية متعة خطابية كأن يقول هو وأقرانه إنهم حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية بشكل فضفاض ومريب يخلط الأوراق بدل توضيحها أما البرنامج السياسي فدونه خرط القتاد. والغريب أنه كلما عطس الرميد قال عبد العالي حامي الدين "طز"، وهو اتفاق مشكوك في نسبه السياسي خصوصا أن هذا الأخير في ذمته جريمة قتل بشعة ذهب صحيتها الطالب القاعدي "بنعيسى أيت الجيد". حامي الدين له القدرة على قول كل شيء وعلى القتل والذهاب في جنازة القتيل وله القدرة أن يخالف رأي الجميع وملاحظاتهم، فهو وحده الذي رأى أن الاستفتاء على الدستور عرف خروقات وتجاوزات كبيرة. هذا اتهام خطير،عليه إقامة الحجة و الدليل ، فهل من حقنا أن نقول إن حزب العدالة والتنمية إرهابي دون حجة ودليل؟ واعتبر حامي الدين أن منع الشباب من الخروج في حركة 20 فبراير هو خطأ استراتيجي، نعرف أن حامي الدين لا يعرف معنى الخطإ الاستراتيجي، لكن يعرف أن استراتيجيته لا تنفصل عن استراتيجية التيارات الراديكالية رغم الاختباء وسط حزب سياسي، استراتيجية حامي الدين هي بعثرة أوراق بنكيران والحزب والمجتمع وهي بالجملة خيانة. وهذا ما تجلى في تأسيس حركة باراكا التي كشف اعتقال القاسمي صاحب المطبعة عن وجود مخطط مشترك بين الراديكاليين ضد المشروع الديمقراطي المغربي. لا يمكن أن يمر اعتقال حسن القاسمي صاحب المطبعة مرور الكرام، فالرجل مدعوم من طرف ثلاثة عناصر من قيادة العدالة والتنمية ، وهم مصطفى الرميد ،وعبد العالي حامي الدين، والحبيب الشوباني، وقد كشفت البحوث عن وجود مخطط كبير للإساءة لرموز الدولة والمجتمع، حيث تم العثور على يافطات وشعارات جذرية لا يتبناها حزب العدالة والتنمية مما يوحي بوجود خطة محكمة لزعزعة الاستقرار.