انطلقت مساء اليوم السبت بالعاصمة الاقتصادية الدورة الأولى للملتقى المسرحي لمدينة الدارالبيضاء بمشاركة أزيد من 20 فرقة مسرحية من عدة مدن مغربية. ويشمل برنامج هذه التظاهرة الفنية, التي تنظمها التنسيقية الوطنية للفرق المسرحية المحترفة, وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي, تنظيم عروض مسرحية بعدد من الفضاءات المسرحية بالدارالبيضاء, إلى جانب لقاءات من بينها ندوة حول "سؤال الثقافة والفنون في الدستور المغربي الجديد", وأخرى حول "أسئلة الدعم المسرحي". وذكر سرحان الزيتوني, عن إدارة الملتقى, في افتتاح هذا الأخير, أن ميلاد الملتقى "يعيد المسرح لمدينة ظلت أساس نهضته وفضاء من فضاءات تطوره", مشيرا إلى أن الدارالبيضاء "كانت دائما مشتلا للعديد من التجارب والشخصيات, ومنطقة جذب واستقطاب وترويج للعديد من القيم الثقافية والصور المشهدية المغربية". وبعد ن أشار إلى ضرورة العمل من أجل أن تستمر الدارالبيضاء في لعب الدور الطلائعي في الحياة المسرحية المغربية, أبرز المتدخل أن المدينة "تتوفر على أغنى رصيد من حيث البنيات التحتية من قاعات عرض ومركبات ثقافية ومسارح, فضلا عن توفرها على العديد من المؤسسات الاقتصادية التي من شأنها أن تحقق التفاعل الإيجابي والخلاق بين الاقتصاد والثقافة". وأكد أن هذه الإمكانيات التي تتوفر عليها المدينة "لا ينبغي أن تحجب عنا الحاجة الكبيرة إلى المزيد من الجهد من كل الفاعلين المسرحيين والسياسيين والاقتصاديين من أجل تحقيق حلم جعل مدينة الدارالبيضاء مجالا لإبداع وترويج القيم المسرحية المغربية". كما أشار الزيتوني إلى أن تنظيم هذه التظاهرة يأتي في وقت تم فيه تصويت الشعب المغربي على دستور جديد احتلت فيه الحقوق الثقافية عموما والفنية خصوصا مكانة هامة, مما يعكس الحاجة إلى مقاربات سياسية جديدة للمسألة الثقافية والفنية بالمغرب, مثمنا هذا التحول الإيجابي في علاقة الدولة بالفن والثقافة. من جهة أخرى, أكدت العديد من المداخلات على أهمية هذا الملتقى ودوره في تأسيس تجربة جديدة يراد لها أن تتوج المبادرات والمهرجانات المسرحية الأخرى وتكتسي هوية وطنية ومغاربية ودولية. وأضاف المتدخلون أن هذه الدورة تشمل إلقاء عروض مسرحية بالعربية والأمازيغية بعدد من المركبات الثقافية الموزعة على مدينة الدارالبيضاء, معربين عن الأمل في توسيع المشاركة في هذا الملتقى خلال السنوات القادمة. وتجدر الإشارة إلى أن حفل افتتاح الملتقى, الذي يقام باحتضان من مجلس مدينة الدارالبيضاء وبتعاون مع النقابة المغربية لمحترفي المسرح في الفترة من 23 إلى 28 يوليوز الجاري, تتخلله عرض مسرحية "الحائط" لمركز القصبة المتوسطي لفنون العرض من الرباط. ويشمل برنامج الملتقى أيضا عروضا أخرى منها مسرحية "قايد القياد" للنادي الفني المراكشي, ومسرحية "كلاكاج" لمسرح المدينة الصغيرة (شفشاون), و"إقامة جبرية" لمسرح أبعاد (الدارالبيضاء), و"اكلمخو" لفضاء اللواء للإبداع (الدارالبيضاء), ومسرحية "40 عام عشرة" لمسرح البدوي 65 (الدارالبيضاء), ومسرحية "ومن معه" لبيت المسرح (خريبكة), و"لعبة الحب" لمسرح اليوم والغد (سلا), و"لعبة الحرية" لفرقة نادي المرأة للمسرح (فاس), و"جمرة الرماد" لفرقة تارغانت للفن والثقافة, و"خرايف زمام" لفرقة محترف الجوهرة للمسرح والسينما (جرادة).