كثيرون هم من يسيئون لصورة المغرب وينعمون بهذه الإساءة وكأنهم ساديون يتمتعون بعذاب الآخرين وبصورة البلاد إذا ما تمرغت في التراب. ما بتته القناة الأروبية أورونيوز مؤخرا من خلال برنامجها "نيتورك" حول السياحة الجنسية في العالم حين جعلت المغرب شبيها بكوبا، وبالبرازيل في مجال السياحة الجنسية ،وحددت بالذكر مدينة مراكش، أمر مسيء جدا لصورة الوطن.. بإمكان المجتمع المدني المغربي أن يعمل الكثير لإنقاذ صورة مدينة هي من أروع المدن السياحية في العالم، يحاول بعض الأجانب أن يعبثوا بصورتها وبمستقبلها السياحي خاصة إذا تعلق الأمر بالاستغلال الجنسي للأطفال. وقد سبق للتلفزيون البلجيكي أن قدم تحقيقا من خلال الكاميرا الخفية عن الاستغلال الجنسي السياحي للأطفال في المغرب، كما سبق لقناة "فرانس 24" أن قدمت برنامجا مشابها ، وكل هذه الرزنامة في وقت زمني متقارب. تقديرات اليونيسيف تقول أنه في كل عام يتم استقطاب مليون طفل في العالم لاستغلالهم جنسيا، وهو ما يعني أن الآفة في تزايد وليس في تناقص. وكان وزيرالتربية الفرنسي السابق لوك فيري ، فجر فضيحة من العيار الثقيل، خلال برنامج ' لوكران جورنال '، على قناة ' كنال بلوس '، في موضوع السلوكات المنحرفة لبعض الساسة الفرنسيين، حينما اتهم وزيرا فرنسيا سابقا، لم يكشف عن اسمه، بأنه ضبط وهو يغتصب قاصرين بمراكش خلال ليلة منظمة خصيصا لممارسة الجنس الجماعي "غير أن تدخلات من أعلى مستوى استعجلت طي الملف". إذن فالإساءة تتلوها إساءة أخرى والفضيحة تتبعها فضيحة أخرى ،والسلطات ليست المعني الوحيد بهذه القضية إذ أن محاربة هذه الممارسات وتحسين صورة المدينة في العالم يجب أن تعبأ من أجله كل فعاليات الوطن. فالبلاد قررت القيام بإصلاحات كبيرة على كل المستويات ، والفقر يتلاعب بالعقول والبطون في هذا الوطن العزيز، والفقر كاد أن يكون كفرا كما نعرف، لذلك فحربنا لن تكون سهلة ولا يسيرة لمحاربة مفترسي الأطفال والمسيئين لسياحة البلد. كما أن دور الإعلام الوطني ليس بالهين إذا ما تكاتفت الجهود لتهيئ البرامج التحسيسية المناسبة، هذا إضافة طبعا إلى دور وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الصحة وغيرها. وتبقى أحسن سبيل لمحاربة هذه الممارسات المشينة هي سن قوانين قاسية على السياح المتلاعبين بعقول الأطفال ، وتهيئ الظروف المناسبة لتأهيل عمل الشباب ومحاربة البطالة والفقر، ومحاربة التسيب الأخلاقي. لقد سأل الصحافي ضيوفه في برنامج أورونيوز، هل الأسر لا تحب أبناءها في العالم النامي بنفس الدرجة المتوفرة في البلدان المتقدمة ؟؟ وبينما نفت المحللة مثل هذا الكلام يبقى السؤال الأولى المطروح فعلا : ما الذي دفع هذا الصحفي إلى صياغة سؤال من هذا القبيل ؟؟ إن رعاية الأبناء وتتبع تربيتهم ومختلف مراحل نموهم والتعامل مع مشاكلهم بالتفهم والحوار وتقديم العون الضروري عند الضرورة واستشارة الخبراء وتوفير الظروف المناسبة للتكوين والترفيه وتطوير الكفاءات هو الفرق بيننا وبينهم وليست مشاعر الحب أو الكراهية لأنهم متشابهة حتى عند الحيوانات.