ما زال كبيرهم الذي علمهم السحر، المسمى عبد السلام ياسين، يحلم بالطوفان البديل عن دولة الإسلام كما يراها تحت هيمنة الطليعة المجاهدة، وعندما تبخرت أحلامه وأحلام القومة وأحلام أتباعه, اعتقد أن الفرصة فرصته التاريخية التي لا تعوض، فرصته التي يحقق بها حلمه ومناماته قبل أن يرحل عن هذه الدنيا خصوصا وأنه بلغ من العمر عتيا، وكم يتمنى لو يصبح خليفة ليوم واحد "ولا بغات الموت تجي غير تجي". فلما أوهمه شيطانه أن الفرصة تاريخية ,أخرج أتباعه للشارع ليرفعوا شعارات ديكاج في كل اتجاه، واليوم انقلب السحر على الساحر، فبدل أن ترفع المسيرات شعار ديكاج في وجه العديد من المسؤولين, رفعت شعارات ديكاج في وجه عبد السلام ياسين الذي صورته عبارة عن أخطبوط يتلبسه الشيطان المارد ويوحي إليه فكر المنكرات والفواحش. لقد كانت اللافتات التي رفعها شباب يشكلون جزءا من الشعب المغربي ,الذي بإسمه تتحدث الجماعة ومن يدور في فلكها صادمة ودقيقة في الوقت ذاته، فقد ساوت بين العدل والإحسان والفسق والزنا، وهي الفواحش التي لا يمكن أن ينكرها أتباع عبد السلام ياسين بعد أن أصبحت تطاردهم بالحجة والدليل. أليس من حق هؤلاء أن يقولوا :الشعب يريد إسقاط عبد السلام ياسين، لأنه يشجع على الفوضى وعلى الفساد الأخلاقي ولأنه يدعي ما ليس فيه، ولأنه جعل من التربية شعارا مركزيا لجماعته ,وهو لم يستطع تربية حتى بناته ومنهن الجدة المراهقة التي تعيش على إيقاع الليالي الرومانسية. أليس من حق هؤلاء أن يرفعوا شعار عبد السلام ياسين ديكاج لأنه يبشر بدكتاتورية لم يشهد لها المغرب مثيلا، ديكتاتورية يتولى تنفيذ برنامجها ألوية القتل التي تخرجت من الصراع مع اليسار في الجامعة والتي فتكت به فتكا. أليس من حق هؤلاء تصوير ياسين في صورة شيطان مارد ,وهو الذي لا تنفصل أفعاله وأعماله عن أعمال المردة والشياطين لأن الفتنة فعل شيطاني. أليس من حق هؤلاء أن يرفعوا شعار عبد السلام ياسين ديكاج ,وهو الذي يدعي الزهد وليس له من دخل سوى راتب معاشه ,ويعيش في بحبوحة ويقطن فيلا فاخرة لا يسكنها إلا المليارديرات ,وفي ملكه خمس فيلات مسجلة بإسمه، أليس هذا كبير المفسدين؟ إذا كان عبد السلام ياسين كما يدعي يطالب بديمقراطية كاملة، وهو مطلب أصحاب الحيل، فإن الذين خرجوا باللآلاف يمثلون جزءا من الشعب، وإذا كان بإسم الشعب يرفع شعار الشعب يريد إسقاط النظام فإن الشعب الذي خرج يريد إسقاط عبد السلام ياسين.