دعا الحزب الشعبي اليميني, اليوم الاثنين, إلى إجراء انتخابات عامة سابقة لأوانها, وذلك بعد فوزه في الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت أمس الأحد بإسبانيا. ووجه رئيس الحزب الشعبي, ماريانو راخوي, هذا النداء خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لحزبه, مؤكدا أن الحكومة الحالية "ليس بإمكانها تبديد الشكوك التي تحول حول الاقتصاد الإسباني". وكان الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني مني ب`"هزيمة تاريخية" خلال هذه الانتخابات البلدية والجهوية, ستترافق مع فقدانه لعدد من معاقله التقليدية لفائدة الحزب الشعبي اليميني. وحسب النتائج النهائية لهذه الانتخابات فإن الحزب الاشتراكي لم يحصل سوى على 79ر27 بالمائة من الأصوات البالغ عددها ستة ملايين و276 ألف و87, فيما حصل الحزب الشعبي على 53ر37 بالمائة من الأصوات بما مجموعه ثمانية ملايين و474 ألف و31 صوت. وكان خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو, الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الحاكم, أقر مساء أمس ب`"الهزيمة" التي تعرض لها حزبه خلال هذه الانتخابات, موضحا أن حزبه تعرض لتراجع "واضح" في مختلف البلديات والبرلمانات الجهوية التي شهدت هذه الانتخابات. وعزا ثاباتيرو هذه "النتيجة السلبية", التي حصدها حزبه خلال الانتخابات البلدية والجهوية التي شهدتها إسبانيا أمس وسط أجواء حركة احتجاجية واسعة للمطالبة ب`"ديموقراطية حقيقية", إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر منها إسبانيا منذ سنة 2008, مذكرا بالتدابير التقشفية الصعبة التي اتخذتها الحكومة الاشتراكية من أجل التغلب على هذه الأزمة وإنعاش الاقتصاد الوطني. وكان قد دعي 6ر34 مليون إسباني لانتخاب 8116 عمدة وأزيد من 68 ألف مستشار بلدي و824 مستشار في البرلمانات الجهوية في 13 جهة ذات الحكم الذاتي من أصل 17. وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات البلدية والجهوية 23ر66 بالمائة (مقابل 27ر63 بالمائة خلال الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت سنة 2007). وجرت هذه الانتخابات البلدية والجهوية في ظل حركة احتجاجية واسعة شملت كبريات المدن في مختلف التراب الإسباني قبل أن تنتقل إلى عدد من العواصم الدولية للمطالبة ب`"ديموقراطية حقيقية". وكانت شعبية الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني شهدت تراجعا كبيرا بسبب الإجراءات التقشفية التي اتخذتها الحكومة الاشتراكية لمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد منذ سنة 2008 مما تسبب في ارتفاع معدلات البطالة بشكل مهول بعد أن اقتربت من خمسة ملايين عاطل بنسبة بلغت حوالي 21 بالمائة من اليد العاملة, فيما ارتفعت هذه النسبة في صفوف الشباب إلى حوالي 45 بالمائة. وفي ظل هذه الوضعية الاقتصادية والاجتماعية, تتواصل اليوم الاثنين المخيمات الاحتجاجية والاعتصامات ل`"حركة 15 ماي" التي تطالب ب`"ديموقراطية حقيقية الآن" في إسبانيا في العديد من الساحات الرئيسية في كبريات المدن الإسبانية وانتقلت إلى عدد من العواصم الدولية. ويعتصم الآلاف من الشباب حاليا في الساحات الرئيسية بحوالي ستين مدينة في مختلف أرجاء التراب الإسباني استجابة لنداء تم تداوله على الشبكات الاجتماعية من بينها "فايس بوك" و"تويتر" وذلك للمطالبة بتغيير سياسي واجتماعي واقتصادي عاجل في إسبانيا.