دعا قياديو الأحزاب السياسية الاسبانية المواطنين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات البلدية والجهوية التي تشهدها إسبانيا اليوم الأحد وسط أجواء حركة احتجاجية واسعة للمطالبة ب"ديموقراطية حقيقية". وأكد عدد من قياديي الاحزاب السياسية الاسبانية، في تصريحات صحافية لدى توجههم إلى صناديق الاقتراع لاختيار حوالي 70 ألف من المستشارين بعدد من البلديات والبرلمانات الجهوية، أن من شأن المشاركة في الانتخابات تعزيز الديموقراطية. وكان المواطنون الإسبان قد توجهوا ابتداء من الساعة التاسعة من صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات البلدية والجهوية من أجل اختيار المنتخبين المحليين والجهويين. وقد دعي 6 ر 34 مليون إسباني لانتخاب 8116 عمدة وأزيد من 68 ألف مستشار بلدي و824 مستشارا في البرلمانات الجهوية في 13 جهة ذات حكم ذاتي من أصل 17 جهة. وأبرزت وسائل الاعلام الاسبانية استنادا إلى مصادر بوزارة الداخلية الاسبانية أن نسبة المشاركة بلغت إلى غاية الساعة الثانية من بعد زوال اليوم (بالتوقيت المحلي) أزيد من 36 في المائة. وتنظم هذه الانتخابات البلدية والجهوية في ظل حركة احتجاجية واسعة شملت كبريات المدن في مختلف التراب الاسباني قبل أن تنتقل إلى عدد من العواصم الدولية للمطالبة ب"ديموقراطية حقيقية". ووفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فإن الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم سيتعرض في هذه الانتخابات لهزيمة ستترافق مع فقدانه لعدد من معاقله التقليدية لفائدة الحزب الشعبي اليميني المعارض. وقد شهدت شعبية الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني تراجعا كبيرا بسبب الاجراءات التقشفية التي اتخذتها الحكومة الاشتراكية لمواجهة الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد منذ سنة 2008، مما تسبب في ارتفاع معدلات البطالة بشكل مهول بعد أن اقتربت من خمسة ملايين عاطل بنسبة بلغت حوالي 21 في المائة من اليد العاملة فيما ارتفعت هذه النسبة في صفوف الشباب إلى حوالي 45 في المائة. وفي ظل هذه الوضعية الاقتصادية والاجتماعية تتواصل اليوم الاحد المخيمات الاحتجاجية والاعتصامات ل"حركة 15 ماي" التي تطالب ب"ديموقراطية حقيقية الان" في إسبانيا في العديد من الساحات الرئيسية في كبريات المدن الاسبانية وانتقلت إلى عدد من العواصم الدولية. ويعتصم الالاف من الشباب حاليا في الساحات الرئيسية بحوالي ستين مدينة في مختلف أرجاء التراب الاسباني استجابة لنداء تم تداوله على الشبكات الاجتماعية من بينها "فايسبوك" و"تويتر" وذلك للمطالبة بتغيير سياسي واجتماعي واقتصادي عاجل في إسبانيا. ويؤكد المحتجون، الذين تجمعوا في إطار "حركة 15 ماي" في إشارة إلى تاريخ المظاهرات العارمة التي شهدتها العديد من المدن الاسبانية يوم الاحد الماضي، عزمهم الاستمرار في الاعتصام ونصب المخيمات الاحتجاجية المطالبة ب"الكرامة والضمير السياسي والاجتماعي" و ب "التجديد الديموقراطي" إلى غاية ما بعد إجراء هذه الانتخابات المحلية. ومازال الالاف من الاسبان ومعظمهم من الشباب يتجمعون اليوم في ساحة "بويرطا ديل صول" بوسط مدريد في إطار مخيم احتجاجي يتواصل منذ بداية الاسبوع الجاري للمطالبة ب"ديموقراطية حقيقية" وللتنديد ب "الطبقة السياسية" التي لا تمثل، حسب رأيهم، المواطنين. ونصب المتظاهرون خياما بهذه الساحة الرئيسية بوسط مدريد حيث يعتصمون بشكل سلمي ومنظم أمام أنظار أفراد الشرطة المحلية والوطنية الذين يراقبون عن بعد جميع الشوارع المؤدية إلى ساحة "بويرطا ديل صول". وحرص المشاركون في هذا المخيم الاحتجاجي على ضمان تنظيم محكم إذ تم توزيع المهام بين المتظاهرين. ويتضمن هذا المخيم عددا من اللجان التنظيمية تتولى مهام الاعلام والاتصال والتعبئة والتنظيم والحراسة والنظافة. وكانت هذه السلسلة من المظاهرات التي أطلقت عليها وسائل الاعلام الاسبانية "حركة 15 ماي" قد انطلقت يوم الاحد الماضي في العديد من المدن الاسبانية استجابة لنداء تم تداوله على الشبكات الاجتماعية. وتمكنت هذه الحركة الاجتماعية من كسب العديد من المتعاطفين من عاطلين وعمال ومتقاعدين وأسر بفضل مستوى التعبئة على الشبكات الاجتماعية. ويعبر المتظاهرون عن رفضهم اعتبار المواطنين "بضاعة في أيدي السياسيين والمصرفيين" مطالبين بمحاسبة المتسببين في وقوع الازمة الاقتصادية التي تتخبط فيها إسبانيا مما أدى إلى ارتفاع مهول في معدلات البطالة (حوالي خمسة ملايين عاطل). كما يطالبون بإعادة النظر في القانون الانتخابي الذي وصفوه ب "الفاسد".