أقر خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو الامين العام للحزب الاشتراكي العمالي الاسباني الحاكم ب"الهزيمة" التي تعرض لها حزبه خلال الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت اليوم الاحد بإسبانيا. وأوضح ثاباتيرو، خلال ندوة صحفية مساء اليوم بمقر الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني بمدريد، أن حزبه تعرض لتراجع "واضح" في مختلف البلديات والبرلمانات الجهوية التي شهدت هذه الانتخابات. وعزا ثاباتيرو هذه "النتيجة السلبية" التي حصدها حزبه خلال الانتخابات البلدية والجهوية التي شهدتها إسبانيا اليوم ،وسط أجواء حركة احتجاجية واسعة للمطالبة ب"ديموقراطية حقيقية"، إلى الازمة الاقتصادية التي تمر منها إسبانيا منذ سنة 2008، مذكرا بالتدابير التقشفية الصعبة التي اتخذتها الحكومة الاشتراكية من أجل التغلب على هذه الازمة وإنعاش الاقتصاد الوطني. وبهذه المناسبة حرص الامين العام الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني على الاعراب عن تهنئته للحزب الشعبي بهذا الفوز المتمثل في حصوله على أزيد من مليوني صوت على الحزب الاشتراكي. وكانت النتائج الاولية للانتخابات البلدية والجهوية قد أظهرت تفوق الحزب الشعبي اليميني المعارض على الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني. وحسب النتائج الاولية لهذه الانتخابات فإن الحزب الاشتراكي الاسباني تعرض لتراجع كبير في هذه الانتخابات ستترافق مع فقدانه لعدد من معاقله التقليدية لفائدة الحزب الشعبي اليميني. وقد أعلن النائب الاول لرئيس الحكومة الاسبانية وزير الداخلية ألفريدو بيريث روبالكابا خلال ندوة صحفية مساء اليوم أن نتائج هذه الانتخابات تشير بعد فرز حوالي 80 في المائة من الاصوات إلى حصول الحزب الشعبي على 37 في المائة من الاصوات (23 ألف منتخب) مقابل 27 من الأصوات لصالح الحزب الاشتراكي (18 ألف و800 منتخب). وكانت استطلاعات الرأي الاخيرة قد أظهرت أن الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني سيتعرض في هذه الانتخابات لهزيمة ستترافق مع فقدانه لعدد من معاقله التقليدية لفائدة الحزب الشعبي اليميني المعارض. وكان المواطنون الإسبان قد توجهوا ابتداء من الساعة التاسعة من صباح اليوم إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات البلدية والجهوية من أجل اختيار 70 ألف من المنتخبين المحليين والجهويين. وقد دعي 6ر34 مليون إسباني لانتخاب 8116 عمدة وأزيد من 68 ألف مستشار بلدي و824 مستشار في البرلمانات الجهوية في 13 جهة ذات الحكم الذاتي من أصل 17. وقد جرت هذه الانتخابات البلدية والجهوية في ظل حركة احتجاجية واسعة شملت كبريات المدن في مختلف التراب الاسباني قبل أن تنتقل إلى عدد من العواصم الدولية للمطالبة ب"ديموقراطية حقيقية". وكانت شعبية الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني قد شهدت تراجعا كبيرا بسبب الاجراءات التقشفية التي اتخذتها الحكومة الاشتراكية لمواجهة الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلاد منذ سنة 2008 مما تسبب في ارتفاع معدلات البطالة بشكل مهول بعد أن اقتربت من خمسة ملايين عاطل بنسبة بلغت حوالي 21 في المائة من اليد العاملة فيما ارتفعت هذه النسبة في صفوف الشباب إلى حوالي 45 في المائة. وفي ظل هذه الوضعية الاقتصادية والاجتماعية تواصل اليوم الاحد المخيمات الاحتجاجية والاعتصامات ل"حركة 15 ماي" التي تطالب ب"ديموقراطية حقيقية الان" في إسبانيا في العديد من الساحات الرئيسية في كبريات المدن الاسبانية وانتقلت إلى عدد من العواصم الدولية. ويعتصم الالاف من الشباب حاليا في الساحات الرئيسية بحوالي ستين مدينة في مختلف أرجاء التراب الاسباني استجابة لنداء تم تداوله على الشبكات الاجتماعية من بينها "فايسبوك" و"تويتر" وذلك للمطالبة بتغيير سياسي واجتماعي واقتصادي عاجل في إسبانيا. ويؤكد المحتجون الذين تجمعوا في إطار "حركة 15 ماي" في إشارة إلى تاريخ المظاهرات العارمة التي شهدتها العديد من المدن الاسبانية يوم الاحد الماضي عزمهم الاستمرار في الاعتصام ونصب المخيمات الاحتجاجية المطالبة ب"الكرامة والضمير السياسي والاجتماعي" و ب "التجديد الديموقراطي" إلى غاية ما بعد إجراء هذه الانتخابات المحلية.