تحتضن مدينة القيروان (160 كلم جنوب العاصمة التونسية) ابتداء من يوم الاثنين ندوة دولية, في موضوع "الفجوة الرقمية ومتطلبات مواجهتها في العالم الإسلامي". وتندرج هذه الندوة, التي تنظمها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (اسيسكو) بالاشتراك مع وزارة تكنولوجيات الاتصال التونسية وتستمر يومين, في سياق متابعة تنفيذ توصيات وقرارات القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي انعقدت مرحلتها الاولى بجنيف في دجنبر 2003 واحتضنت تونس مرحلتها الثانية في نونبر 2005 . ويهدف هذا اللقاء, حسب المنظمين, إلى تحسيس البلدان الإسلامية بأهمية نشر الثقافة الرقمية بين أوساط الفئات الاجتماعية المختلفة, وخصوصا الأطفال والشباب والنساء سواء في المدن أو القرى, فضلا عن تعزيز القدرات والمهارات للعاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال والنشر الرقمي في الدول الاسلامية. كما ترمي الندوة الى المساهمة في إيجاد قنوات جديدة لتبادل الخبرات بين خبراء الدول الاسلامية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال, إلى جانب حث منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص على المساهمة في تقليص الفجوة الرقمية في العالم الاسلامي. وسيتناول المشاركون في هذه الندوة, من خبراء واخصائيين في مجال الاتصال وتكنولوجيا المعلومات من عدة دول إسلامية, عددا من المحاور, من بينها على الخصوص "البيئة التشريعية الممكنة لمواجهة الفجوة الرقمية في الدول الاسلامية", و"الثقافة الرقمية في الدول الاسلامية.. الامكانيات والتحديات" و "دور المنظمات الاهلية والقطاع الخاص في تقليص الفجوة الرقمية في العالم الاسلامي" و"بناء مجتمع المعرفة والمعلومات". كما سيتطرقون لموضوع التعاون مع المنظمات الاقليمية والدولية في تطوير المحتوى الرقمي وصناعته وتوفير البنية الاساسية للاتصالات في العالم الاسلامي. وبحسب وثيقة, أعدت كأرضية للنقاش خلال هذه الندة, فإن الفجوة الرقمية تمثل تحديا جديدا يواجه العالم الاسلامي ويهدد بتعميق الفوارق التنموية الفاصلة بينه وبين الدول المتقدمة, الامر الذي يتطلب العمل على إرساء المقومات الأساسية لبناء مجتمع المعلومات والاتصال من خلال العمل على تيسير سبل الاستفادة من الخدمات الرقمية بتبسيط الإجراءات القانونية والتنظيمية قصد تشجيع الاستثمار في مجال المعرفة ودعم التجديد التكنولوجي وتطوير آليات التعليم والتكوين لتنمية قدرات الموارد البشرية وضمان تحكمها في التكنولوجيا الحديثة. وعزت الوثيقة الأسباب الرئيسية لاستفحال ظاهرة الفجوة الرقمية في العالم الاسلامي الى وجود نقص جلي في الأطر المتخصصة في الميدان والتفاوت بين الدول الاسلامية في مجال التجهيزات وشبكات الاتصالات وضعف اهتمام القطاع الخاص بالاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال.وكان المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة, الذي عقد بطرابلس في نونبر 2007 , قد تبنى مشروع استراتيجية لتطوير تقنيات المعلومات والاتصال في العالم الاسلامي أعدتها منظمة الاسيسكو, وترمي الى توعية الدول الاعضاء بأهمية التحولات الناتجة عن تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصال والتقنيات الرقمية.