أعلنت الشركة الناشرة لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، والتي تحمل نفس الاسم، أن أرباح الصحيفة خلال الربع الأول من العام الجاري شهدت تراجعا كبيرا بنسبة 57.6% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في الوقت الذي بدأ فيه الإصدار الإلكتروني يحقق نتائج تفوق التوقعات. وذكر بيان عن الشركة الخميس أنها حققت أرباحا بلغت 5.41 مليون دولار (أربع سنتات للسهم) خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2011 وهو ما يقل عن نصف أرباح نفس الفترة في 2010 والتي بلغت 12.79 مليون دولار (ثمانية سنتات للسهم). وأرجعت الشركة، التي تنشر صحفا أخرى مثل "إنترناشونال هيرالد تريبيون" و"بوسطن جلوب"، هذا التراجع إلى عدة عوامل من بينها انخفاض العوائد الإعلانية بنسبة 4.4% حيث لم يضخ هذا المورد أكثر من 298.8 مليون دولار في خانة إجمالي الإيرادات. وعلى مستوى التوزيع، تراجعت المبيعات بنسبة 3.7% مما جعل عوائدها لا تتجاوز 228 مليون دولار، في حين أن نفقات التشغيل لم تشهد أي تخفيض فاستقرت عند 535 مليون دولار. وصاحب نشر هذه النتائج تراجعا لأسهم الشركة في بورصة نيويورك بمقدار 2.19% للسهم ليسجل 8.92 دولار عند الإقفال. وجاءت الأخبار السارة للشركة عن طريق الإنترنت، حيث بات نظام اشتراكات تصفح محتوى النسخة الإلكترونية الذي تم تدشينه قبل ثلاثة أسابيع فقط يضم 100 ألف مستخدم ليس من بينهم مشتركو النسخة الورقية والذين يحتفظون أيضا بحق الاطلاع على المحتوى الرقمي. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" المنافس الأبرز ل"نيويورك تايمز" قد جمعت 100 ألف مشترك للمحتوى الإلكتروني في عام كامل. ويشير هذا الرقم إلى أن "نيويورك تايمز" الإلكترونية باتت قريبة من تحقيق الهدف المرصود بالوصول بعدد المشتركين على الموقع إلى 300 ألف بنهاية العام الجاري الذي لم يمض إلا ربعه فقط. ويدفع كل متشرك 15 دولار شهريا نظير السماح له بتصفح محتوى الصحيفة بشكل غير محدود سواء عبر الحاسب الشخصي أو الهاتف الجوال، في حين يرتفع الاشتراك إلى 25 دولار إذا كان لجهاز حاسب لوحي "آي باد" و35 دولار في حالة الرغبة في استخدام الاشتراك من أي جهاز يتيح الاتصال بالإنترنت. وتأتي هذه الأرقام في الوقت الذي يسود سوق الصحافة الأمريكية ترقب حول مستقبل الإصدارات المطبوعة في ظل كلفتها العالية وانخفاض عوائدها في ظل الإقبال على المحتوى الإلكتروني. (إفي)