أعلنت مجموعة "أونا" المالية المغربية تحقيق أرباح صافية بقيمة 1.8 مليار درهم (232 مليون دولار) خلال النصف الأول من السنة الجارية، بزيادة 97.1 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وعزت المجموعة هذا الإنجاز يرجع بالأساس إلى أرباح استثنائية بقيمة 977 مليون درهم (127 مليون دولار)، والتي جنتها المجموعة كفائض قيمة نتيجة دخول شركة "زين" للاتصالات، وصندوق "أجيال" الكويتي للاستثمار كمساهمين جدد في رأسمال "ونا". وأشار البيان إلى أن حجم الأصول الصافية معادة التقييم للمجموعة، بلغ 34.3 مليار درهم (4.5 مليار دولار) في نهاية يونيو (حزيران)، أي ما يعادل 1967 درهم (255.5 دولار) للسهم، مسجلة انخفاضا طفيفا نسبته 0.4 في المائة مقارنة مع نهاية ديسمبر (أيلول) 2008. وعرف مستوى رؤوس الأموال الذاتية للمجموعة خلال الفترة نفسها تحسنا بنسبة 14.1 في المائة ليبلغ 20.8 مليار درهم (2.7 مليار دولار)، كما عرفت الرافعة المالية للمجموعة (أثر الاقتراض على عائد الاستثمار) تحسنا بنحو 12.5 نقطة، وانتقلت من 81.9 في المائة إلى 69.4 في المائة. وبلغ رقم الأعمال الموحد للمجموعة خلال النصف الأول من العام 1.83 مليار درهم (237 مليون دولار) بزيادة 2.6 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وعرفت مختلف فروع المجموعة تطورات متفاوتة على خلفية الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها. وتراجع أداء الفرع المعدني لمجموعة "أونا" بشكل كبير من جراء انهيار أسعار المعادن النفيسة والمعادن الأساسية خلال النصف الأول من السنة في الأسواق العالمية. وعرف رقم أعمال فرعها المتخصص "مناجم" انخفاضا بنسبة 22.8 في المائة خلال هذه الفترة، ونزل إلى 1.06 مليار درهم (137.3 مليون دولار). وقدرت الخسائر التي تكبدتها شركة "مناجم" جراء تدهور أسعار المعادن خلال هذه الفترة بنحو 475 مليون درهم (62 مليون دولار)، وذلك رغم ارتفاع حجم مبيعات الشركة من الفضة بنسبة 36 في المائة وتحسن سعر بيع الفضة بنسبة 7 في المائة. كما تكبدت الشركة خسارة بقيمة 30 مليون درهم (4 ملايين دولار) نتيجة إعادة هيكلة محفظتها من مشاريع استغلال الذهب في المغرب وأفريقيا الغربية. وعرفت الأرباح الصافية لشركة مناجم تراجعا بنسبة 70 في المائة خلال هذه الفترة وبلغت 16.7 مليون درهم (2.16 مليون دولار). وأعلنت "أونا"، التي تملك حصة 78 في المائة من رأسمال شركة "مناجم" المدرجة في البورصة المغربية، أنها أطلقت خلال النصف الأول من العام، دراسة لإعادة هيكلة المحفظة الاستثمارية لشركة "مناجم" وإعادة انتشارها الاستراتيجي مع التركيز على الأنشطة الأقل عرضة لتقلبات الأسواق. وتتطلع الشركة لتحقيق نتائج جيدة خلال السنة المقبلة، مع بداية استغلال مشاريع جديدة لإنتاج الذهب في أفريقيا الغربية، وانتهاء الآثار السلبية لمحفظة الأدوات المالية لتغطية مخاطر الأسعار (الصفقات الآجلة)، وجني الثمار الأولى لإعادة هيكلتها الاستراتيجية. كما تراجع خلال هذه الفترة أداء فروع الصناعات الغذائية. ففي مجال إنتاج السكر انخفضت الأرباح الصافية لشركة "كوسومار" بنسبة 19.3 في المائة، وبلغت 330 مليون درهم (43 مليون دولار)، وذلك بزيادة 0.7 في المائة مقارنة مع العام الماضي. رغم الاستقرار النسبي لرقم أعمال الشركة في مستوى 2.82 مليار درهم (366 مليون دولار). وتأثرت نتائج شركة "كوسومار" بالأضرار التي أصابت محاصيل الشمندر السكري وقصب السكر في سهل الغرب نتيجة الفيضانات التي عرفتها المنطقة خلال العام الماضي.