حاول يوسف القرضاوي، مفتي قناة الجزيرة القطرية، توجيه ضربات للمغرب وفق توجه محتضنه الرسمي، وبعد فشله الذريع في هذا المسعى عاد ليركب الموجة من جديد ويشيد بخطاب الملك محمد السادس ليوم التاسع من مارس رغم أنه لم يطلب منه أحد ذلك ورغم أن المغرب ليس في حاجة إلى فتاويه التي أثبت عوارها خصوصا بعد أن اعتبر المغرب مثل الدول الغربية في حكم الاقتراض، ولا نعرف ما سبب حشر القرضاوي لأنفه في شؤون المغرب وهل يتم ذلك بطلب مزدوج من محتضنيه وتلاميذه الذين بايعوه؟ لكن الذي نسيه القرضاوي أن المغرب ليس في حاجة إلى فتاويه الموضوعة تحت الطلب والتي تخضع فقط لشرطين، الأول مرتبط بالمحتضن الرسمي والثاني مرتبط بمن يدفع، وقد أكد القرضاوي أكثر من مرة أن فتاويه مهزوزة ولا ترتكز على مبان صحيحة ولهذا هو يقع في التناقض وينسخ نفسه بنفسه. فالقرضاوي الذي أفتى بأن صدام حسين شهيد وأن التدخل الغربي في العراق غزو صليبي يقول اليوم إن القذافي ينبغي أن يقتل وأن التدخل الغربي في ليبيا مشروع وضروري لتخليص الشعب الليبي رغم أن جرائم صدام في حق الشعب العراقي أكبر بكثير من جرائم القذافي ولكن اليوم لأن المحتضن مع التدخل بل يشارك فيه فإن فتوى القرضاوي منسجمة مع رغبة ولي النعمة. كيف يمكن أن تكون الفتوى شرعية وهي غير مؤسسة على مبان واضحة وكيف يكون القرضاوي فقيها ؟ والقرضاوي لم يعمل سوى بملء الدنيا ضجيجا، أما كونه فقيها فهذا حكم جزافي ولا أساس له، وكانت إحدى الحركات قد بايعته إماما للعصر وفقيها للأمة بلا منازع وهذا حكم إثباتي وقضية الأعلمية والاجتهاد لها وسائل إثبات، أما القرضاوي فهو فقيه "على الخفيف" بنى فتاويه على "فكرة التيسير" التي تجاوز بها كل المناطات والقواعد والضوابط في استنباط الأحكام الفقهية، فهي إذن غاية خادعة.