فقدت الساحة السينمائية المغربية المخرج السينمائي محمد لطفي, الذي وافته المنية مؤخرا بالديارة الألمانية, مخلفا وراءه رصيدا متميزا من الأعمال السينمائية التي توجت في أكثر من مناسبة داخل الوطن وخارجه. وستحتفظ الذاكرة لمحمد لطفي, المنحدر من مدينة وجدت حيث رأى النور سنة 1936, بمجموعة من الأفلام التي أخرجها وأنتجها الراحل, الذي يعد واحدا من الوجوه السينمائية التي اشتغلت في الظل. وذكرت القناة التلفزية الأولى, ضمن نشرتها المسائية لأمس الجمعة, أن محمد لطفي يعتبر بحق من جيل الرواد, وكان حاضرا في كل الملتقيات الوطنية السينمائية من أجل إثراء النقاش حول واقع السينما المغربية وآفاقها. وحصل المرحوم على شهادة الباكالوريا سنة 1956 تخصص"آداب عصرية", قبل أن يتوجه إلى باريس حيث التحق بالمعهد العالي للدراسات السينمائية الذي تخرج منه سنة 1959 تخصص "التوضيب" ليلتحق في عاما بعد ذلك بالمركز السينمائي, حيث ساهم في إخراج عدد من الأعمال السينمائية القصيرة التي أنتجها المركز, تارة كموضب وتارة أخرى كمصور. وشغل الراحل, أيضا, عددا من المهام بالإذاعة والتلفزة المغربية, وانتخب في الفترة ما بين 1978 و1995 رئيسا للغرفة المغربية لمنتجي الأفلام, ثم عين سنة 1988 رئيسا للجنة دعم الإنتاج السينمائي المغربي, وهي الوظيفة التي ظل يشغلها إلى غاية سنة 1993, كما أحدث شركتين للإنتاج "الأفلام الفنية والتقنية" ثم "آفاق فيلم".ومن بين الأعمال التي أخرجها الراحل للتلفزيون "الجريمة" و"صور من الحياة" و"وصية شاعر" و"الضال" و"الملف الأزرق", إلى جانب أفلام أخرى منها "على إيقاع الآلات" و"سلطان الطلبة" و"خطاب إملشيل" و"ميناء الدارالبيضاء", و"الحيلولة", ثم "حفاظا على مدينة فاس".