يرقد المئات من المغاربة ضحايا العنف والتقتيل في جزائر بومدين في مقابر جماعية تسمى مقابر سبخة بوهران، وهي الجريمة التي ارتكبها عساكر الجزائر سنة 1975 في حق المغاربة بعد أن قام النظام الجزائري بطرد حوالي 35 ألف من المغاربة المقيمين آنذاك بالجزائر والذين تم تجريدهم من ممتلكاتهم ومنهم من ربطتهم بالجارة الجزائر علاقات قرابة وعلاقات مصاهرة وتم ارتكاب هذه الجريمة التي لا نجد لها وصفا غير جريمة ضد الإنسانية التي يجب محاسبة مرتكبيها وفقا للقانون الدولي، الجريمة التي تم ارتكابها في حق آلاف المواطنين لسبب عنصري فقط لأنهم مغاربة. وبعد أن قام النظام الجزائري بطرد المغاربة بشكل عنصري وانتزع ممتلكاتهم وأمامها قام مجموعة من المغاربة بالتظاهر ضد هذا القرار فقام النظام الجزائري بعملية تقتيل جماعي للمحتجين في حرب شرسة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة وتم سحق المغاربة سحقا ودفنهم في مقابر جماعية معروفة حاليا بمقابر سبخة السيئة الذكر. والوهرانيون الذين تربطهم علاقات قرابة ومصاهرة بالمغاربة وخصوصا سكان المنطقة الشرقية يعرفون من يرقد في هذه المقابر ويعرفون هوياتهم ويتألمون لمصير عشرات المئات الذين ذهبوا ضحية هذه الهجمة الشرسة لنظام بومدين على المغاربة الذين رفضوا ترك ممتلكاتهم وعائلاتهم بعد قرار الطرد لأسباب عنصرية. اليوم وبعد أن أصبحت الجزائر بالنسبة للعالم دولة مصدرة للإرهاب ودولة تصرف 15 مليون دولار يوميا لتمويل الإرهاب بتيندوف والمنطقة العازلة وبمنطقة الساحل، وأمام التقتيل الجماعي الذي تمارسه الطغمة العسكرية يوميا تحت مسميات عديدة منها محاربة الإرهاب والتطرف الذي هو في الواقع مواجهة كل معارض لنظام الجنرالات ولنظام الحزب الوحيد وما تبقى من مخلفات ما يسمى جبهة التحرير الوطني الجزائرية، فإن المنتظم الدولي مدعو ومن خلال الرسالة التي بعثتها جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مدعو للكشف عن مصير هذه المقبرة الجماعية والكشف عن رفات من يرقد فيها وتسليمها إلى ذويها لدفنها وتكريمها وكذلك الكشف عن مجازر وجرائم النظام الجزائري التي ما زال يمارسها تحت غطاءات متعددة أهمها مكافحة الإرهاب وحق الشعوب في تقرير مصيرها وغيرها من الإدعاءات والطروحات التي كشفها المنتظم الدولي وكشفت عنها الأدلة المتوفرة حاليا ضد النظام الجزائري وخصوصا وثائق الخارجية الأمريكية وتصريحات الوزير المكلف بالشرق الأوسط وإفريقيا الشمالية بوزارة الشؤون الخارجية البريطانية أليستير بورت وتصريحات خبير أمريكي ،الذين أكدوا جميعا على دموية النظام الجزائري الذي يجلس على إيرادات الغاز والبترول لحماية نفسه في الوقت الذي يعاني الشعب جوعا ولا يجد ثمن المواد الاستهلاكية الأساسية. إن مقبرة سبخة بوهران شاهد إثبات على دموية النظام الجزائري وهي وصمة عار في جبين نظام بومدين غير المأسوف على رحيله ونظام تلميذه بوتفليقة وريثه الشرقي في التقتيل والعنف والتجويع.