قال حميد شباط، عمدة فاس وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إن صدور قرار عن برلمان الاتحاد الأوروبي ضد المغرب في الآونة الأخيرة مرتبط بتراجع الديمقراطية الداخلية وليس بأحداث العيون التي تم توظيفها بشكل مخدوم من لدن بعض الجهات. وأوضح شباط أن السؤال المحرج الذي يواجهه السياسيون المغاربة في علاقتهم مع أوروبا هو ذلك الاستفسار عن حزب حديث الولادة قفز إلى المرتبة الأولى في الانتخابات من دون مقدمات في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة. واعتبر شباط في معرض إجابته عن أسئلة الصحافيين خلال ندوة صحافية عقدها صباح أمس بمقر المكتبة الوطنية في الرباط رفقة عبد الحق العزوزي من أجل تقديم الخطوط العريضة لمنتدى فاس الرابع، أن الظرفية تتميز باحتقان اجتماعي واقتصادي لا يحد منه سوى "الإيمان بالله" وليس الوافد الجديد (فؤاد عالي الهمة). ولم يسلم من نقد شباط حتى إلياس العماري صديق فؤاد عالي الهمة، بعد أن اتهمه من دون أن يشير إليه بالاسم بأنه يعمل على إعادة المغرب إلى منطق القبلية، بعدما ساهم الوطنيون الحقيقيون في وضعه على سكة الوطنية بدل القبلية، حسب قول شباط. وفي علاقة بالتطورات الأخيرة لمسلسل القضية الوطنية، قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال إن الخطر الذي يهدد المغرب هو الخطر الداخلي وليس الخطر الخارجي من دون أن يحدد المقصود بهذا الخطر. أما فيما يخص موضوع الدبلوماسية الدينية الذي يشكل المحور الرئيسي في منتدى فاس الرابع الذي سينطلق ابتداء من يوم السبت 4 دجنبر، فقد أوضح شباط أن هذه الدبلوماسية مغيبة تماما بسبب عدم إيلاء أية أهمية لدور العلماء في الحياة، حيث إن هذه الشريحة لا تلعب أي دور في الحياة السياسية والدينية رغم الاحتقان الاجتماعي. ويتعارض "تبخيس" دور مؤسسة العلماء مع الوضع العام الذي يضع إمارة المؤمنين فوق كل اعتبار، وهو الأمر المنصوص عليه دستوريا في الفصل 19، حسب تعبير شباط نفسه. وفيما يتعلق بمنتدى فاس الرابع حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي، دورة علال الفاسي (الموضوع الأصلي للندوة المذكورة)، أوضح عبد الحق العزوزي، مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والدولية والتنمية المستدامة، مدير المنتدى الذي ينظم بشراكة مع مدينة فاس أن إسرائيل لن تكون حاضرة في الملتقى بشكل قطعي، رغم حضور شخصيات يهودية تنتمي لأنحاء أخرى من العالم. وأكد كل من العزوزي وشباط أن القضية الوطنية سيكون لها حضور كبير في الملتقى من خلال فتح نقاشات مع الوفود المشاركة التي تنتمي لأربع قارات وعدد كبير من الدول بما فيها بعض مسؤولي التحرير في وسائل إعلام دولية.