إلى أي مدى تصل أهمية ليو ميسي وكريستيانو رونالدو في فرقهما؟ كلاهما يتصدر الإحصائيات في فريقه، لكن هناك سؤال لا يمكن تجاهله : كيف ستكون مباراة الكلاسيكو إذا ما غاب عنها الأرجنتيني والبرتغالي؟ ريال مدريد هو متصدر دوري الدرجة الأولى الإسباني برصيد 32 نقطة، وخلفه بنقطة واحدة يأتي برشلونة. كلاهما سجل 33 هدفا، وكريستيانو وحده أحرز للملكي 15 فيما تكفل ميسي بتسجيل 13 للبرسا. دون أهداف رونالدو، كان رصيد ريال مدريد سيقل بأربع نقاط، حيث حسم البرتغالي النتيجة أمام ريال سوسييداد في المباراة التي أحرز فيها هدف الفوز (1-2) وأمام إيركوليس، حيث سجل الهدفين الثاني والثالث للفريق الملكي (1-3). بيد أن الخسائر كانت لتصبح أكبر لدى النادي الكتالوني في حالة غياب ميسي، الذي لولاه لكان رصيد الفريق الآن أقل سبع نقاط. ولعب الأرجنتيني دور البطولة أمام أتلتيكو، حيث سجل الهدف الأول (1-2) وفي التعادل بهدف أمام مايوركا وفي الفوز على ساراجوسا (2-0 وقد أحرز الهدفين)، وأمام فياريال (3-1)، حيث سجل اللاعب هدفين. وتعني تلك النتائج أن ريال مدريد كان سيتصدر الآن بطولة الدوري بفارق أربع نقاط فقط أمام فياريال الثالث برصيد 24 نقطة، الذي كان سيتعادل في ذلك الحين في الرصيد مع برشلونة. وكان غياب ميسي وكريستيانو سيحمل معه غيابا للقطبية الثنائية بين ريال مدريد وبرشلونة في صراع المنافسة على اللقب هذا الموسم، وكان سيعطي دور البطولة للاعبين مثل الأرجنتيني جونزالو إيجواين أو ديفيد فيا الذين يرقدان خلف ظلي النجمين، برصيد سبعة وستة أهداف على الترتيب. ولم تكن الفاعلية التهديفية لدى الكتالونيين والمدريديين هي وحدها التي ستتأثر، بل أيضا معدلات التصويب التي كانت ستعاني من تغير ملحوظ في كلا الفريقين. ويعد كريستيانو أكثر اللاعبين تسديدا على المرمى، برصيد 90 تصويبة منذ بداية الموسم الحالي للدوري، بمعدل تصويبة كل 13 دقيقة، ما يعني أن البرتغالي تكفل بنحو ثلث تسديدات فريقه. بدوره، شن ميسي محاولة لهز الشباك كل 19 ثانية، ما يضعه في المركز الثاني على مستوى فريقه خلف فيا. وبعيدا عن المعدلات، تمثل هذه الأرقام كما هائلا من اللمسات الثانية التي تحولت بها الكرة إلى داخل المرمى عبر زميل، مثل إيجواين في النادي الملكي وبدرو وبويان وإنييستا أو فيا لأبناء كتالونيا. كما أن الأرجنتيني والبرتغالي باتا بمكانة الرمز لفريقيهما بعد أن جسد كل منهما روح فريقه. فكريستيانو يضيف الحماس والطاقة الهجومية والمجهود الكبير، الأمر الذي يتسم به ريال مدريد تحت قيادة جوزيه مورينيو. أما ميسي من جانبه، فهو الهادئ الذي قد يتسبب في الإجهاز على المنافس بلعبة واحدة. السمات التي ترد إلى الذهن بمجرد تذكر بيب جوارديولا المدير الفني للبرسا. بالتأكيد أقيمت وستقام مباريات "كلاسيكو" عديدة بين برشلونة وريال مدريد دون هذين اللاعبين، لكن في هذه اللحظة، يمثل كريستيانو رونالدو وليو ميسي الأهداف وطريقة اللعب وطبيعة الفريقين، الأمر الذي يجعلهما البطلين الرئيسيين لمباراة الكلاسيكو.