ستكون مباراة القمة «الكلاسيكو» يومه السبت هي الأفضل في التاريخ بالنظر إلى الرقم القياسي من النقاط التي جمعها كل من ريال مدريد وبرشلونة، لكننا إذا نحينا الإحصاءات جانبا، فإن حقائق وأحاسيس كل طرف متباينة تماماً. ويتحلى كلا الفريقين بنهم للفوز ليس له حدود، وكلاهما يتقدم إلى المباراة المنتظرة برصيد 77 نقطة من 30 جولة، ولم يسبق قط أن وصل أي من الناديين العريقين إلى هذا الجولة من بطولة الدوري الإسباني بهذا الرصيد من النقاط. بيد أن الإحصاءات تعد واحدة من الأمور القليلة التي تجمع بينهما، فبينما خاض برشلونة مباراته أمام أرسنال الإنجليزي في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا، فإن ريال مدريد استراح لأن الدوري الإسباني بات البطولة الوحيدة التي يشارك فيها هذا الموسم. وأثبتت الجولة الماضية أن أداء فريق أو آخر يخرج من رحم الجولات الأخيرة، فبرشلونة بفريق من البدلاء حقق فوزاً كبيراً على أتلتيك بيلباو 4 - 1، بينما لم يقدم ريال مدريد أكثر من المجهود الكافي للفوز على راسينج سانتاندير 2 - صفر. واعتاد النادي الملكي على الاستفادة من تألق الثنائي المكون من جونزالو هيجوين وكريستيانو رونالدو، الذين أحرزا معاً 42 هدفاً من إجمالي 83 سجلها الفريق في الدوري الإسباني. وأوجزت صحيفة «ماركا» حال ريال مدريد بقولها إنه «يضرب ولا يقنع». على الجانب الآخر، فإن أهداف برشلونة التي تقل عن المنافس بواقع ثمانية، مقسمة بشكل أكبر، حتى لو كان ليونيل ميسي هو الهداف الأول للبطولة. فاللاعب الأرجنتيني أحرز 26 هدفاً من 75 لفريقه، ومع تراجع غزارته التهديفية خلال الجولات الأخيرة من الدوري أغلق الباب في وجه ما كان يثار عن «التبعية لميسي». كما يختلف الفريقان حتى من ناحية المشكلات التي يواجهها كل مدير فني. فبينما يتمتع التشيلي مانويل بيليجريني المدير الفني لريال مدريد بفريق شبه مكتمل، يترقب جوارديولا العديد من لاعبيه المصابين في برشلونة. وتضم قائمة المصابين لاعبين أساسيين مثل زلاتان إبراهيموفيتش وجيرارد بيكيه وأندريس إنييستا، دون أن يعرف حتى الآن إذا ما كانوا جميعاً سيتمكنون من اللحاق بمباراة السبت، وحتى إذا فعلوا، فمن يدري الحالة التي سيكونون عليها. رغم ذلك يعاني بيليجريني من صداع آخر، مختلف تماماً عما لدى جوارديولا: يتمثل في أن منتقديه العديدين سيكونون في غاية الترقب لقراراته الخططية، ومن الممكن أن يعتمد مستقبله بصورة كبيرة على مباراة «الكلاسيكو» الحاسمة، أما جوارديولا فلا أحد يمكنه أن يزحزحه عن موقعه، مهما كان ما سيحدث.