خيمت التهديدات الإرهابية التي تواجهها فرنسا على الإجراءات الأمنية بمطارات المغرب،والتي تركزت خصوصا على الرحلات الجوية المتوجهة إلى فرنسا وفق أوامر تم إصدارها في هذا المجال تنص على تشديد المراقبة على جميع المسافرين،وإخضاعهم لتفتيش يدوي وآلي دقيق. كما تم تتبيث كاميرات جد متطورة لرصد المسافرين عبر المطار والمرافقين لهم قبل ولوج أبواب المطارات كما امتدت هذه المراقبة كما هو الشأن بالنسبة لمطار محمد الخامس إلى الأشخاص غير المعنيين بالسفر،ويتعلق الأمر بمرافقي المسافرين إلى داخل المطارات،ومنع في العديد من الحالات مجموعة منهم من ولوج المطارات كإجراء أمني جديد كما لم يسلم من إجراءات المراقبة الصارمة حتى الأطفال الصغار الذين خضعوا بدورهم لتفتيش دقيق وتم حمل المواد السائلة معهم،وتبعا لذلك تمت مصادرة مجموعة من قارورات العطر من النساء وعلب الماكياج وبعض الأدوية،وذلك خشية احتوائها على مواد قابلة للانفجار. ولقد حذرت فرنسا من احتمال وقوع عملية إرهابية على أراضيها بعد أن توفرت لديها معلومات عن إمكانية تعرضها لاعتداءات إرهابية. وأعلن فريدريك بيشنار،مدير البوليس الوطني الفرنسي، في حديث لإذاعة أوروبا رقم 1 صباح أمس أن الحكومة الفرنسية في حالة " يقظة قصوي " حيث تتوفر لديها معلومات هامة ذات مصداقية حول مخاطر وقوع عملية إرهابية خطيرة فوق أراضيها ..وقال إن الأهداف التي قد تتعرض للإعتداء كثيرة مثل المرافق العامة للمواصلات والمراكز التجارية أو استهداف بعض القيادات الإسلامية المعتدلة في فرنسا. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد عقد في قصر الإليزيه اجتماعا لمجلس الدفاع الوطني الفرنسي لبحث هذه الأوضاع والتهديدات .. فيما جرى تعزيز الحراسات في المرافق العامة للمواصلات،والأماكن السياحية والمراكز التجارية تحسبا لأية أخطار من هذا النوع. وقد وجهت بعض أحزاب المعارضة اتهامات للحكومة الفرنسية بنشر حالة من التوتر وطالبت قيادات حزبية بإبلاغ الحكومة ولجنة الدفاع الوطني بالجمعية الوطنية بالمعلومات المتوفرة لديها في هذا الصدد فيما وعد فرانسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي بتنفيذ هذا المطلب. ووصف رئيس وزراء فرنسا السابق دومينيك دوفيلبان الثلاثاء سياسة الحكومة المتعلقة بتحذير المواطنين من التهديدات الإرهابية بأنها تؤدي فقط لإثارة الرعب. وقال دوفيلبان لإذاعة فرانس إنفو "المهم هو اتخاذ إجراءات والتحرك فلا داعي لنشر الرعب في أنحاء البلاد". وأضاف دوفيلبان الذي يعتزم خوض الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي عام 2012 أن الحكومة تتبنى "سياسة اتصال أقل ما توصف به أنها غير ملائمة وبعض الأحيان تدعو للسخرية". ومن جانب آخر قال القاضي المتقاعد الذي تخصص في جرائم الإرهاب جان لويس بروجوي لإذاعة (آر تى إل) إنه "من المهم تحذير المواطنين، فالإرهاب حقيقي ويجب رفع مستوى الحذر". وأضاف أن التهديد الإرهابي ضد فرنسا يوازي ما كان عليه في عام 1995 عندما وقعت عدة انفجارات في فرنسا،وأسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من 150.