تعيش العديد من المؤسسات السجنية خلال الأيام الأولى لرمضان انقطاعا في الماء والكهرباء خلف أوضاعا ملتهبة بعدما ارتفعت أصوات المعتقلين للاحتجاج على هذه الانقاطاعات التي يرجع بعضها إلى قرار تتخذه بعض الإدارات السجنية بهدف التخفيف من فاتورة الكهرباء التي تثقل كاهل المندوبية العامة للسجون،وتصل في بعض المؤسسات السجنية إلى 60 مليون شهريا، في حين ترجع أسباب الانقطاع في سجون أخرى إلى الضغط الكبير على مولد الكهرباء جراء الاستعمال المكثف للمواقد الكهربائية وسخانات الماء. فبسجن عكاشة حيث صرفت المندوبية العامة للسجون مبالغ طائلة لتأمين إمداد الأجنحة بالكهرباء باتت أصوات قرع الأبواب للمطالبة بالكهرباء تصل إلى أذان الساكنة المجاورة،وتقض مضجع قاطني الحي الإداري حيث يعمد السجناء إلى ضرب بوابات الزنازن بقوة لمناشدة مسؤولي مراكز الحراسة الليلية لإعادة تشغيل مولدات الكهرباء التي تنطفئ أكثر من مرة جراء الضغط على مولد الكهرباء. لغة الاحتجاج امتدت إلى سجن واد زم الحديث النشأة جراء انقطاعات متكررة في إمدادات الماء الشيء الذي ضاعف من معاناة المئات من المعتقلين بسبب عدم توفرهم على الحصة الكاملة للاغتسال وتهييء الوجبات الغذائية . نفس الوضع يسود بسجن أوطيطة 1 وأوطيطة 2 حيث الانقطاعات في إمدادات الماء متكررة وتضع النزلاء وجها لوجه مع الإدارة في مواجهات يومية. وبسجن برشيد،والذي يأوي 600 نزيلا موزعين على طابقين أدى إقدام الإدارة على قطع التيار الكهربائي الذي يستعمله المعتقلين في تشغيل المواقد الكهربائية لإعداد وجبة الفطور إلى موجة احتجاجات ساهم في إذكائها تقليص الإدارة لمدة الفسحة،والرفع من أثمان المواد الغذائية التي تروج داخل متجر السجن،والذي يعرف إقبالا في رمضان حيث يقتني النزلاء مشتقات الحليب،ولقد ارتفعت أصوات المعتقلين للاحتجاج حيث تعرض النزيل مغيث الجعفري والقاطن بالغرفة 7 سفلي يوم الجمعة إلى تعنيف داخل زنزانة التأديب التي يمنع عليه ولوجها نظرا لملفه الطبي الذي يشير إلى إصابته بمرض مزمن. وبالرغم من حرص المندوب العام للسجون ،حفيظ بنهاشم،على تمكين السجناء من مائدة إفطار غنية،وأجواء روحانية وفق ما حملته المذكرة الأخيرة التي جرى تعميمها على مدراء المؤسسات السجنية فإن العديد من السجون تعيش على إيقاع العطش والظلام.