وعدنا القراء في المقال الثاني حول "فضائح المحسوبية والزبونية بحكومة عباس الفاسي" (وعدناهم) أننا سننشر لائحة الأسماء التي أشرنا إليها بصفاتها، وتتعلق بمدراء وكتاب عامين لم يبلغوا بعد سن الرشد الإداري لكن الارتباط العائلي والحزبي جعل منهم مسؤولين عن مديريات مهمة رغم أنهم لا يعرفون خبايا الإدارة ولم يتدرجوا في سلمها، وهو الموضوع الذي استاء منه بعض الوزراء الحاليين والسابقين المعنيين بموضوع التوظيفات في مناصب حساسة دون توفر الموظفين على المؤهلات الضرورية، ونزولا عند هذا الوعد ننشر اليوم الأسماء والصفات ورابطة القرابة والمؤهلات. وأول الحالات الصارخة هو أيمن بونجوع، مدير الموارد البشرية والعلاقات العامة بقطاع الصيد البحري (وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية)، وهو ابن شقيقة محمد بوسعيد وزير السياحة السابق ووالي جهة سوس ماسة درعة وعامل عمالة أكادير حاليا، ويبلغ أيمن بونجوع من العمر 28 سنة حاصل على ديبلوم في الرياضيات والمعلوميات، لم يقم بأي تدريب إداري في أي مؤسسة عمومية،ولم يرتق المناصب الأدنى من مدير كرئيس لقسم ورئيس لمصلحة، وشغل ابن الأخت منصب مستشار لخاله الوزير من مارس 2008 إلى فبراير من السنة الحالية تاريخ التعيين المذكور، والمدير المحظوظ لم يحصل على الديبلوم أو الشهادة إلا في سنة 2007. ويذكر أنه مباشرة بعد دخوله المغرب تم تعيينه رئيسا لقسم تدقيق الحسابات والتنظيم في مؤسسة عمومية، لكن تدخل الوزير الخال بعد أن أعفي من الوزارة لدى صديقه ورفيقه سابقا في حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش مكنه من منصب مهم جدا. ويتولى أيمن بونجوع مديرية اسمها الكامل مديرية الموارد البشرية والشؤون العامة، وإذا كانت تتضمن هذه المديرية تسيير الموظفين وهو أمر مقدور عليه وإن كان يتطلب خبرة، لكن الشؤون العامة هي التي تتضمن السؤال العريض. فما معنى الشؤون العامة؟ فهي المديرية التي تشرف على الصفقات التي تبرمها الوزارة مع القطاعات الخارجية، وهي التي تتولى أمر السفريات بالوزارة، سفريات الوزير والمسؤولين والموظفين، وهي التي تتولى شأن إقامة الحفلات وشراء التجهيزات، بالجملة هي المديرية المكلفة بالمال، وتعيين الأقارب في هذا الموقع يعني رغبة الوزير في أن يبقى المال قريبا منه. وثاني الحالات والتي كان لبوسعيد يد فيها هي الكاتبة العامة لوزارة السياحة التي تم تعيينها في هذا المنصب باقتراح من وزير السياحة السابق والتي كان لها الفضل لاحقا في طرده منها ويتعلق الأمر بكريمة الطيب الشكيلي، رئيس جامعة محمد الخامس السويسي حاليا ووزير التربية الوطنية سابقا، ولم يسبق للكاتبة العامة أن شغلت مناصب مهمة في الادارة ولم تتدرج في الأسلاك الادارية. وفي السياق ذاته تم تعيين شقيقة الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية والتعاون، مديرة في وزارة التجارة الخارجية، وشقيقته الأخرى مديرة في وزارة الشباب والرياضة. ومن الأمثلة أيضا على التعيينات التي لا تنبني على أي معيار، تعيين أحمد العمومري مديرا لتحديث الادارة بالوزارة المنتدبة لدى الوزير الأول المكلفة بتحديث القطاعات العامة قادما من وزارة المالية كموظف من بين باقي الموظفين وكذلك مدير نظم المعلومات اسماعيل المغاري الذي لم يتدرج في السلم الاداري لكن علاقة المهندسين المذكورين بالكاتب العام للوزراة المهندس بدوره هو الذي يقف وراء العملية. وحسب مصدر من وزارة تحديث القطاعات العامة فان المسؤول عن التعيين قام بحيلة لتعيين المعنيين بالأمر مضيفا أن هذه الحيلة تتكرر في باقي الوزارات وهي ارسال ثلاث "نهج سير" للديوان الملكي، الشخص المعني بديبلوم مهندس واثنين بالاجازة، بما يعني أنه المرشح المحظوظ لوحده. يذكر أن مذكرة للوزير الأول تنص على أنه لا يتولى منصب المفتش العام الا من كان مديرا ولا يتولى منصب المدير الا من قضى على الأقل 15 سنة في الادارة متدرجا من رئيس مصلحة الى رئيس قسم.