بعدما صدر مقال "فضائح المحسوبية والزبونية بحكومة عباس الفاسي" استاء بعض الوزراء الحاليين والسابقين المعنيين بموضوع التوظيفات في مناصب حساسة دون توفر الموظفين على المؤهلات الضرورية، وتلقينا مكالمات حاملة لانتقادات معتبرة ما كتبناه مجرد وهم، ونحن نعد القارئ أنه في القريب سننشر لائحة الأسماء التي أشرنا إليها بصفاتها، وتتعلق بمدراء وكتاب عامين لم يبلغوا بعد سن الرشد الإداري لكن الارتباط العائلي والحزبي جعل منهم مسؤولين عن مديريات مهمة رغم أنهم لا يعرفون خبايا الإدارة ولم يتدرجوا في سلمها. والأدهى والأمر أن ابن شقيقة الوزير السابق الذي تم تعيينه مديرا للموارد البشرية بوزارة صديق خاله ورفيقه في الحزب، يتولى مديرية اسمها الكامل مديرية الموارد البشرية والشؤون العامة، وإذا كانت تتضمن هذه المديرية تسيير الموظفين وهو أمر مقدور عليه وإن كان يتطلب خبرة، لكن الشؤون العامة هي التي تتضمن السؤال العريض. فما معنى الشؤون العامة؟ فهي المديرية التي تشرف على الصفقات التي تبرمها الوزارة مع القطاعات الخارجية، وهي التي تتولى أمر السفريات بالوزارة، سفريات الوزير والمسؤولين والموظفين، وهي التي تتولى شأن إقامة الحفلات وشراء التجهيزات، بالجملة هي المديرية المكلفة بالمال، وتعيين الأقارب في هذا الموقع يعني رغبة الوزير في أن يبقى المال قريبا منه. ومن الأمثلة الذي ذكرنا في الموضوع السابق، ابن شقيقة وزير سياحة سابق، قام بالتدخل لدى وزير من نفس الحزب الذي كان ينتمي إليه، (قام) بالتدخل لتعيين ابن شقيقته مديرا للموارد البشرية بوزارة مهمة تجمع بين العديد من القطاعات الحيوية، وابن شقيقة الوزير المذكور يبلغ من العمر 28 سنة حاصل على ديبلوم في الرياضيات والمعلوميات، لم يقم بأي تدريب إداري في أي مؤسسة عمومية،ولم يرتق المناصب الأدنى من مدير كرئيس لقسم ورئيس لمصلحة، مباشرة بعد دخوله من الخارج تم تعيينه مديرا للموارد البشرية. واشتغل ابن الأخت منصب مستشار لخاله الوزير من مارس 2008 إلى فبراير من السنة الحالية تاريخ التعيين المذكور، والمدير المحظوظ لم يحصل على الديبلوم أو الشهادة إلا في سنة 2007. ويذكر أنه مباشرة بعد دخوله المغرب تم تعيينه رئيسا لقسم تدقيق الحسابات والتنظيم في مؤسسة عمومية. ونموذج آخر من هذه التعيينات المشبوهة تعيين كاتبة عامة لوزارة لم تمر من أي مسلك إداري، وكذلك تعيين مديرة للموارد البشرية بوزارة، يشن عليها حلفاؤها في الحكومة هجوما عنيفا، وهذه المديرة لا يفوق عمرها 27 سنة. وفي الإطار نفسه تم تعيين شقيقة وزير عديمة الخبرة مديرة بقطاع له ارتباطات دولية تتعلق بالاقتصاد والتجارة، دون نسيان تعيين ابن عباس الفاسي مديرا عاما للقناة الإخبارية مع العلم أنه حاصل على ديبلوم بسيط من معهد بكندا يقوم أيضا بمنح هذه الديبلومات عبر المراسلة. يذكر أن منظمة ترانسبارانسي أكدت في تقرير جديد أن ضعف الرقابة على السلطة التنفيذية في المغرب يعرقل مكافحة الفساد ويعطل النمو الاقتصادي، مؤكدة أن محاباة الأقارب والرشوة والمحسوبية من الأمور المألوفة في المغرب ، إلى حد باتت معه مقبولة على نطاق واسع على أنها من حقائق الحياة، وصنفت المنظمة المغرب في المرتبة 89 في مؤشر مدركات الفساد.