نصب المنكوبون ضحايا الزلزال الذي اودى بحياة 51 شخصا صباح الاثنين في شرق تركيا خياما للمبيت بداخلها او حول مواقد النار مخافة حدوث هزات ارتدادية. وتوقفت اعمال البحث عن ناجين محتملين تحت انقاض المنازل العديدة المصنوعة من الطين التي انهارت في القرى المتضررة, بعد ساعات من الزلزال الذي بلغت قوته 6 درجات بحسب سلم ريشتر في محافظة الازيغ على بعد نحو 750 كلم الى الشرق من انقرة. واوضحت ادارة الاوضاع الطارئة في انقرة وخلية الازمة التي تشكلت في الازيغ في بيانين منفصلين ان 51 شخصا لقوا حتفهم في الزلزال, الذي ادى الى اصابة 71 شخصا بجروح. وسقط الضحايا وبينهم العديد من الاطفال في خمس قرى بنيت منازلها بالطوب قرب مركز الهزة في كراكوجان بمحافظة الازيغ الواقعة فوق الصدع الزلزالي الناشط في شرق الاناضول. واعلن المحافظ معمر ايرول "لم يبق احد تحت الانقاض" بعد ثماني ساعات من الزلزال الذي وقع في الساعة 32,4 (32,2 تغ). وانتهت عمليات البحث ظهرا بعدما تاكد رجال الانقاذ من عدم وجود احياء تحت الانقاض. ومع هبوط الليل وانخفاض درجات الحرارة الى حوالي درجة الصفر مئوية, تجمع المنكوبون حول المواقد المشتعلة عند مداخل الخيام التي وزعها الهلال الاحمر. وقالت نعمت شيجيك البالغة من العمر ستين عاما من قرية اوكجولار الكردية "لا اجرؤ على دخول منزلي الذي تضرر خشية هزة ارتدادية". ويعيش في القرية 860 نسمة توفي منهم 18 في الزلزال. وتقع القرية عند سفح جبل يرتفع 1800 متر, وتحيط به قمم مغطاة بالثلوج. وحصلت عائلة نعمت شيجيك على خيمتين, حيث حرص الاهل على تغطية الاطفال بالاغطية الدافئة خوفا عليهم من البرد. وباغت الزلزال السكان وهم نيام في تلك القرية التي دمر العديد من منازلها. وقالت ناجية لم تعط اسمها "هرعت الى الخارج, نظرت يمنة ويسارا فرايت كل المنازل قد انهارت من حولنا". واضافت انها اخرجت بيديها من تحت انقاض منزل جثتي طفلين هما ابنا عمها قتلت امهما كذلك. وروت الفتاة زينب يوكسل التي لجات مع اسرتها الى احدى خيام الهلال الاحمر "تملكني الرعب, لقد سقط اثاث المنزل وانفجر التلفزيون". والمنازل في قرى تلك المنطقة مبنية عموما من الطين والقش وليس في وسعها مقاومة الهزات الارضية المتكررة. وقد انهارت تلك المنازل تحديدا بينما بقت منازل الاسمنت قائمة. وسجلت نحو عشرين هزة ارتدادية في المنطقة بعد الزلزال, بلغت اقواها 5,5 درجات. وصرح المحافظ معمر ايرول لقنوات التلفزيون ان رجال الانقاذ تمكنوا من الوصول الى كافة المناطق المنكوبة. واعرب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في انقرة عن اسفه مؤكدا ان "بناء المنازل بالطوب هو سبب فداحة الحصيلة" داعيا السكان الى عدم العودة الى المنازل المتصدعة. وكانت فرق الانقاذ وصلت سريعا صباح الاثنين الى المناطق المنكوبة التي فقد سكانها كذلك العديد من رؤوس الماشية التي يعتاشون عليها. ووصل فريق من الهلال الاحمر التركي الى القرية ووزع بطانيات ووجبات ساخنة على القرويين الذين ساهموا بدورهم في اعمال الانقاذ رغم البرد. ودفن جميع القتلى بعد صلاة الظهر في مسجد القرية الذي انهارت مئذنته. ونشرت قوة من الشرطة للسهر على الامن في القرية. ولم تتاثر مدرسة اوكجولار التي اقام فيها الهلال الاحمر مقره في باحتها.وتتكرر الزلازل العنيفة في تركيا الواقعة فوق عدة صدوع زلزالية ناشطة. واسفر زلزالان عن مصرع عشرين الف شخص في اب/اغسطس وتشرين الثاني/نوفمبر 1999 في شمال غرب البلاد المكتظ بالسكان وحيث توجد المناطق الصناعية.