توفي بعد ظهر الثلاثاء بأحد مستشفيات الدارالبيضاء الملحن وعازف الأورغ المغربي عبده العماري, وذلك عن عمر يناهز 66 عاما بعد صراع مرير مع المرض. ويعتبر الفنان الراحل العماري, وهو من مواليد مدينة تافراوت سنة 1945, من جيل الموسيقيين الرواد الذين حاولوا الخروج بالأغنية المغربية إلى مجالات أرحب دون التفريط في أسسها التراثية, مقامات وإيقاعات, ومن أوائل العازفين على الأورغ بالمغرب والذي أدخل ربع المقام إلى هذه الآلة الغربية. وقد خلف الراحل عبده العماري, الذي كان عضوا في عدة أجواق, سواء رسمية أو خاصة (الجوق الملكي ومجموعة الأيادي الذهبية بالدارالبيضاء), رصيدا من المعزوفات والمقطوعات الموسيقية التي وظف من خلالها براعته ومهارته في العزف على آلة الأورغ, من بينها موسيقى "زفاف الفضاء", كما تعامل مع العديد من الفنانين المغاربة, من بينهم الفنانة نعيمة سميح التي لحن لها أغنيتي "داني الريح ولعب بيا" و"خلاني غريبة" والفنانات فاطمة مقدادي وليلى غفران وعائشة الوعد. ومن آخر ألحانه التي لم تسعفه يد المنون بإسنادها لأحد الفنانين أغنية "لعبك مفضوح" وهي من كلمات الزجال الراحل علي الحداني. وأعرب الملحن أحمد العلوي نقيب المهن الموسيقية بالمغرب, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, عن أسفه وحزنه لوفاة هذا الفنان المغربي, الذي كان يعيش في الظل ويبتعد عن مواطن الظهور, ويمتاز بأخلاق فاضلة, مشيرا إلى أنه كان موسيقيا محنكا وعازفا ماهرا وملحنا حاذقا وضع مقاطع موسيقية جميلة كان يرتكز فيها على الإيقاعات المغربية ويبحث في التراث الموسيقي المغربي بطريقة عصامية. من جهته, قال الشاعر الغنائي مصطفى بغداد الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة, في تصريح مماثل, إن الفنان الفقيد عبده العماري, وإن كان ابتعد لسنوات عن الأضواء إذ ظل يشتغل مع أجواق جهوية, إلا أنه استطاع أن يرسخ لنفسه مكانة في الوسط الفني المغربي كملحن حاد عن النمطية التي طبعت الأغنية المغربية محاولا التأسيس لأسلوب موسيقي جديد يوظف التراث إلى جانب معانقة الأنماط الموسيقية الحديثة.وسيوارى جثمان الفنان الراحل الثرى غدا الأربعاء بمقبرة الرحمة بالحي الحسني بالدارالبيضاء بعد صلاة الظهر.