انتقل إلى دار البقاء،، بعد ظهر أول أمس الثلاثاء، بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، الملحن وعازف الأورغ المغربي عبده العمري، عن عمر يناهز66 عاما بعد صراع مرير مع المرض. يعتبر الفنان الراحل العمري، وهو من مواليد مدينة تافراوت سنة 1945 ، من جيل الموسيقيين الرواد الذين حاولوا الخروج بالأغنية المغربية إلى مجالات أرحب دون التفريط في أسسها التراثية، مقامات وإيقاعات، ومن أوائل العازفين على آلة الأورغ بالمغرب والذي أدخل ربع المقام إلى هذه الآلة الغربية. خلف الراحل عبده العمري، الذي كان عضوا فعالا في عدة أجواق، سواء رسمية أو خاصة، منها «الجوق الملكي» ومجموعة «الأيادي الذهبية» بالدار البيضاء.. رصيدا كبيرا من المعزوفات والمقطوعات الموسيقية التي وظف من خلالها براعته ومهارته في العزف على هذه الآلة، من بينها موسيقى «زفاف الفضاء»، كما تعامل مع العديد من الفنانين المغاربة، من بينهم : الفنانة نعيمة سميح التي لحن لها أغنيتي «داني الريح ولعب بيا» و«خلاني غريبة» والفنانات فاطمة مقدادي وليلى غفران وعائشة الوعد.. كما أصدر أسطوانة سنة 1977 ضمنها مجموعة من أجمل معزوفاته واشتهرت وقتها كثيرا بالمغرب، وأطلق على معزوفاته،التي هي من تأليفه، أسماء مثل: «فاتن»، «ليلة صيف» و«أوريكا»... ، ومن آخر ألحانه أغنية «لعبك مفضوح»، وهي من كلمات الزجال الراحل علي الحداني. وعرف عن الفنان الراحل العمري، أنه كان موسيقيا محنكا، تميز بعزفه وألحانه، ووضع مقاطع موسيقية مميزة يرتكز فيها بالأساس على الإيقاعات المغربية، عبر البحث في التراث الموسيقي المغربي بطريقة عصامية. ورغم أنه كان يميل إلى الابتعاد عن الاضواء، ظل يشتغل مع أجواق جهوية، استطاع من خلالها، أن يرسخ لنفسه مكانة في الوسط الفني المغربي كملحن حاد عن النمطية التي طبعت بعض الأغاني المغربية، محاولا التأسيس لأسلوب موسيقي جديد يوظف التراث إلى جانب معانقة الأنماط الموسيقية الحديثة.