شبه محمد المرواني، الأمين العام لحزب الأمة غير المعترف به والمعتقل ضمن خلية بلعيرج، بين الوضع الذي يوجد فيه والوضع الذي عاشه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه أثناء معركة الأحزاب، وافتتح المرواني رسالته المفتوحة التي عنونها ب"آيات وموازين" بقوله " يحكي لنا القرآن الكريم واقعة الأحزاب يوم تكالبت قوى الشر والبغي بهدف إلحاق الهزيمة بالمسلمين والقضاء على شوكتهم. و يومها، كان على الأرض موقفان متمايزان سجلهما القرآن عبرة وذكرى : الأول، هو موقف المنافقين الذين انكشف خداعهم فقالوا حين رأوا الأحزاب : "ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا". أما الموقف الثاني فهو موقف المؤمنين الصادقين الذين صدقت أقوالهم وأفعالهم فقالوا وهم يواجهون تكالب حلف الشر والبغي ضدهم : -"هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله"و ما زادتهم المحنة إلا إيمانا بالله عز وجل وتسليما لأمره وقضائه وقدره. هذا ما وعدنا الله ورسوله أي أن طريق الله سبحانه وتعالى، التي هي طريق الخير والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، إنما هي طريق محفوفة بالمكاره والمصاعب و التحديات والابتلاءات وليست مفروشة بالورود والرياحين". ووصف المرواني ندوة شكيب بنموسى، وزير الداخلية السابق حول موضوع خلية بلعيرج، بأنها انتهاك جسيم لقرينة البراءة، واعتبرهم أهل الإعاقة الإصلاحية واضعا برنامجا شبيها ببرامج الحركات الصوفية استعدادا لما أسماه النصر الموعود. وأشار المرواني، في رسالته التي تصادف الذكرى الثانية لاعتقاله، الى أن " السجن منة من الله تعالى و لكن أكثر الناس لا يعلمون. ربما قد يستغرب المرء لهذا المنطق : كيف يكون السجن منة و عطاء؟ و الجواب كما قال أحد الصالحين من سلف هذه الأمة :" ربما أعطاك الله فمنعك و ربما منعك فأعطاك".. نعم، السجن هو ضد الحرية بالمعنى البسيط المتداول لها( ولنسمها الحرية الشكلية)، ولكن حين يمن الله تعالى على عبده من فيض كرمه و فضله و جوده يتحول السجن إلى ساحة من ساحات الخيرية والارتقاء إلى الله تعالى توحيدا وعلما و تزكية ومجاهدة. وهكذا يحيي الله تعالى القلوب والعقول بنوره. نعم، إن السجن مدرسة التوحيد ومدرسة العلم والتفقه والتدبر والتفكر والاعتبار ومدرسة التزكية والمجاهدة و مناجاة الله تعالى". وقال المرواني اننا "من دعاة الإصلاح و التصحيح و التغيير على قاعدة رؤية مدنية سلمية، مستندين في ذلك إلى مرجعية الأمة التي نعتز ونفتخر بها، وهي مرجعية إسلامية جامعة بقدر ما تتمسك بالنص تعمل العقل و توسع من دائرة الاجتهاد في مساحات الفراغ الواسعة كما تنفتح على الخبرة الحضارية الإنسانية تبادلا لمعروفها، وهي مرجعية إسلامية مكلفة للاستبداد والفساد والتخلف وترفض إجراء تسوية مع هذا الثالوث و تنبذ التطبيع معه تحت أي مسمى من المسميات. إن الله تعالى خلق الخلق واستخلف الإنسان في عمارة الأرض وأمره بتجنب الفساد و الإفساد وما يقرب إليهما من قول أو عمل".