تأكد رسميا أن نفس المنطق الذي تتاجر به قناة الجزيرة في مآسي الشعوب عن طريق الترويج لصور الدمار والخراب،والأكاذيب المؤدى عنها حول الصحراء المغربية؛هو نفس المنطق ينظر به مسؤولو الجزيرة للمنتوجات الرياضية التي هي ملك عام للشعوب،وليست إنتاجا يمكن احتكاره. نفس المنطق الذي تتاجر به قناة الجزيرة في أشرطة بن لادن الإرهابية التي تهدد وتتوعد العالم بالمزيد من الخراب،وتبيعها بملايين الدولارات للقنوات الأجنبية، هو نفس المنطق الذي حكم نظرة المسؤولين على هذه القناة الذين رأوا في كأس إفريقيا للأمم غنيمة احتكروها وساروا يبيعونها بالتقسيط بأسعار خيالية غير قابلة للتفاوض. أول أمس تحدث خالد الناصري بحرقة عن عدم تمكن المغرب من مشاهدة مباريات كأس إفريقيا لهذه السنة بأنغولا قائلا "نحن في حاجة إلى تقنين دولي في هذا المجال حتى تظل الفرجة الرياضية ملكا للشعوب،ولا تتحكم فيها جهات ذات مصالح وذات شهية مالية لاحدود لها". وعزا الناصري عدم نقل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لمنافسات كأس إفريقيا إلى فرض "قناة الجزيرة" المالكة لحقوق البث ل"شروط مجحفة" موضحا أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة التي شرعت في تدبير الملف من خلال التفاوض مع الجهات المالكة لحقوق البث منذ الصيف الماضي تلقت عرضا ب "شروط مجحفة" من الجهة التي اشترت حقوق البث من الشركة التي كانت مالكة لهذه الحقوق . وأوضح أن العرض الذي تلقته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يتمثل في السماح لها بنقل 10 مباريات تتحكم في اختيارها القناة المحتكرة لحقوق البث،وذلك بمقابل حدد في 10 ملايين دولار أي ما يقارب 10 ملايير سنتيم . واعتبر السيد الناصري " أن هذا الأمر يطرح إشكالا إعلاميا وسياسيا وأخلاقيا كبيرا جدا على كل الجهات المعنية بتدبير الموضوع،والمتمثلة في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم واتحاد إذاعات الدول العربية،ومجموعة من الجهات الأخرى من أجل الجواب على بعض الأسئلة الأساسية وفي مقدمتها؛هل الفرجة الكروية التي هي من إنتاج الشعوب والأمم , هل من الطبيعي والمعقول والمقبول أخلاقيا وسياسيا أن تمتلكها في إطار نوع من الاحتكار جهات معينة،وتحرم شعوبا بكاملها من مشاهدة تلك المباريات؟. وأشار إلى أن هذا النوع من الاحتكار غير ممكن في أوربا لأن هناك نوعا من التنظيم السياسي والقانوني والأخلاقي مؤكدا على الحاجة لمثل هذا التنظيم "من أجل أن يسمح للشعوب من أن تستفيد من الإنتاج الرياضي لأبنائها".