بقلم دفني بنوا يرى مسؤولون ومحللون ان اجهزة الاستخبارات الاميركية التي انتقدها البيت الابيض بشدة لفشلها في احباط محاولة اعتداء على طائرة في عيد الميلاد, عازمة على تحسين ادائها في مهمة ضخمة لكنها ضرورية. واكد مدير الاستخبارات الاميركية دنيس بلير انه اخذ علما بالانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس باراك اوباما لاجهزته وعد بتصحيح مسارها. وقال بلير ان "اجهزة الاستخبارات تلقت رسالة الرئيس وفهمناها وسنعمل بشكل يضمن مواجهة التحديات الجديدة". واضاف "علينا استباق انواع جديدة من الاعتداءات وان نبقى متقدمين" على الارهابيين. وانتقد اوباما الثلاثاء الهفوات والاخطاء التي حالت دون ان تتوقع اجهزة الاستخبارات الاميركية محاولة الاعتداء على طائرة لشركة نورثويست قادمة من امستردام الى ديترويت (شمال) وعلى متنها 290 راكبا. وكشف التحقيق ان والد المشتبه فيه ابلغ الدبلوماسية الاميركية في تشرين الثاني/نوفمبر بتطرف ابنه لكن الادارات المختلفة لم تقوم بمقاطعة المعلومات ولا بتقاسمها. وانتقد الرئيس اوباما "فشلا" كانت عواقبه ستكون "كارثية" فاتحا المجال امام التكهنات حول اقالات محتملة في صفوف اجهزة الاستخبارات. وبعد ذلك التوبيخ الشديد اقر رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن الاربعاء ان اجهزة الاستخبارات التي يدير العسكريون جزءا منها, عليها ان "تستخلص العبر" من هذا الحادث. واثنى على "التقدم الكبير" الذي انجزته تلك الاجهزة منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لكنه اقر في الوقت ذاته بان النظام "ليس مثاليا". وتحدث عن "العنصر البشري" وكذلك "الحجم الهائل للمعطيات" التي يجب معالجتها. واوضح عميل سابق في السي آي ايه لصحيفة واشنطن بوست ان "النظام يشهد اشباعا بالمعلومات ومعظمها لا اهمية لها لكن المسؤولين يخافون من عدم معالجتها". وادرج نحو 500 الف اسم على اللائحة الاميركية للمشتبه في تورطهم بالارهاب. لكن عددا من الخبراء يرون ان الاستخبارات الاميركية التي يعمل فيها مئتا الف شخص في 16 وكالة مختلفة تبلغ ميزانيتها الاجمالية 75 مليار دولار, تعاني خصوصا من نموها السريع. وقال بروس ريدل المحلل السابق في السي آي ايه والخبير في مجال مكافحة الارهاب في معهد بروكينغز للدراسات لفرانس برس ان "الرئيس اوباما اكتشف انه ورث شبكة استخبارات بيروقراطية كبرت الى حد بات يصعب عليها معه تجميع قطع لغز واحد حتى لو توفرت لديها افضل نوايا العالم". واوضح "بالامس كان حوالى 12 شخصا في مكتب الرئيس" خلال اجتماع قادة الاستخبارات "هذا يكشف كم اصبحت بيروقراطية مكافحة الارهاب خلال السنوات العشرين الاخيرة كبيرة بينما في هذا المجال الضخامة لا تعني بالضرورة الكفاءة". وكتب توماس كين وجون فارمر العضوان السابقان في لجنة كلفت سنة 2002 بالتحقيق في اعتداءات 11 ايلول/سبتبمر وتقديم توصيات لتفادي هجمات جديدة في نيويورك تايمز الاربعاء "من الصعب عزل المعلومات التي تحدد خطورة شخص بين الاف الاشخاص". واضاف "ستكون دائما هناك امكانية لا يمكن الحد منها لوقوع خطا بشري".وخلصا الى القول "بتفتيته المسؤوليات واخطائه البيروقراطية غالبا ما يفسح نظامنا الحالي, رغم تحسينه بشكل واضح منذ 11 ايلول/سبتمبر, المجال لافلات معلومات او ارتكاب خطا بشري".