وجه الرئيس الأميركي انتقادات حادة لأداء الأجهزة الأمنية في بلاده ، على خلفية محاولة تفجير طائرة قادمة إلى الولاياتالمتحدة، داعيا إلى تصحيح الأخطاء، في الوقت الذي نشر فيه تقرير تحدث عن عجز استخباراتي للقوات الأميركية في أفغانستان. فقد اعتبر باراك أوباما محاولة النيجيري، عمر فاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير الطائرة القادمة من العاصمة الهولندية، أمستردام ،إلى ديترويت، يوم 25 دجنبر المنصرم ، خطأ فادحا من قبل الأجهزة الأمنية كاد يفضي إلى نتيجة كارثية. ونقل البيت الأبيض عن أوباما قوله في اجتماع جرى، مساء الثلاثاء ، مع رؤساء الأجهزة الأمنية، أن هذه الأخيرة كان لديها من المعلومات ما يكفي لكشف المحاولة، لكنها عجزت عن ربط المعلومات الواردة إليها، مشددا على أن إحباط محاولة تفجير الطائرة جاء على يد من سماهم رجالا شجعانا ، وليس بفضل الأجهزة الأمنية. وكان الرئيس الأميركي يشير إلى المعلومات التي وردت إلى الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية بشأن النيجيري عبد المطلب، لكن الإدارات المعنية ورغم ذلك لم تدرجه على لائحة الممنوعين من السفر إلى الولاياتالمتحدة، على الرغم من أن والد عبد المطلب حذر السلطات الأميركية مما وصفه بسلوك ابنه وعلاقاته المشبوهة. وفي تصريح لوسائل الإعلام ، أعقب اجتماعه مع مسؤولي الأجهزة الأمنية، طالب أوباما بضرورة تصحيح الأخطاء، داعيا السلطات المعنية لتقديم توصيات بهذا الخصوص خلال الأسبوع الجاري، وتنفيذها عمليا في أسرع وقت ممكن، منعا لتكرار حادثة ديترويت. وعلى الرغم من تكتمه على تفاصيل محددة بشأن الإصلاحات المزمع إجراؤها، وعد أوباما بإحداث تغييرات كبيرة على اللائحة الحكومية لمراقبة «الإرهابيين». من جهة أخرى، نقل عن مسؤول في الخارجية الأميركية قوله إن الحكومة الأميركية خففت من الشروط والمعايير التي يتم على أساسها إدراج شخص ما على لائحة الممنوعين من السفر، أو إلغاء أو رفض تأشيرة دخوله إلى الولاياتالمتحدة. بيد أن أوباما عاد وأكد أن الإصلاحات المزمع تطبيقها على السياسات الأمنية، لن تؤثر على قراره بشأن إغلاق معسكر غوانتانامو، لكنه أعلن وقف إعادة المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو إلى بلدهم بعدما تأكد وقوف تنظيم القاعدة في اليمن وراء محاولة تفجير طائرة ديترويت. وكان البيت الأبيض تعرض لانتقادات حادة على خلفية المعلومات التي تحدثت عن أن اثنين من المعتقلين السابقين في غوانتانامو أصبحا شخصيتين بارزتين في جماعة القاعدة بشبه الجزيرة العربية -فرع تنظيم القاعدة في اليمن- التي أعلنت مسؤوليتها عن محاولة تفجير الطائرة. حرب أفغانستان ويأتي إعلان أوباما إجراء إصلاحات جذرية على صعيد الإجراءات بعد يوم من نشر تقرير لضابط أميركي رفيع المستوى انتقد الخطوات التي تقوم بها الاستخبارات الأميركية لملاحقة «الشبكات الإرهابية» في أفغانستان. جاء ذلك في تقرير أعده اللواء مايكل فلين -أحد كبار ضباط الاستخبارات في القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان- بالتعاون مع اثنين من زملائه. وقال فلين إنه ، وبعد تسع سنوات من الحرب في أفغانستان، لا يزال عمل الاستخبارات الأميركية بالنسبة للإستراتيجية المتبعة «هامشيا وثانويا»، ويكاد يقتصر على تتبع المسلحين والعبوات الناسفة المزروعة على جوانب الطرق. وأضاف أن العمل الاستخباراتي في أفغانستان لا يقدم سوى القليل من المعلومات لصانع القرار في واشنطن من أجل وضع إستراتيجية ناجحة لمكافحة التمرد في ذلك البلد، في إشارة إلى حركة طالبان.