أكد قياديون في المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن أعضاء اللجنة التحضيرية المحسوبين على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي قد جمدوا عضويتهم داخل هذا الجهاز المكلف بالإعداد للمؤتمر الوطني التاسع. وذكر أحد هؤلاء،فضل عدم الإفصاح عن اسمه، في تصريحه ل :"النهار المغربية" أن أعضاء اللجنة التحضيرية البالغ عددهم 5 من أصل ثلاثين جمدوا عملهم بشكل فعلي داخل اللجنة التحضيرية بالإضافة إلى 14 آخرين أعضاء في اللجنة الإدارية من حزب الطليعة هم كذلك رفضوا الالتحاق بهذا الجهاز. وبخلاف منطق التوازن الذي يفترض في عمل الجمعية؛فإن الأغلبية الساحقة من أعضاء اللجنة التحضيرية محسوبون على حزب النهج الديمقراطي الذي ينحدر منه كل من خديجة الرياضي وعبد الحميد أمين بالإضافة إلى قلة قليلة محسوبين على حزب اليسار الاشتراكي الموحد،حسب قول القياديين. واتهم القياديون المذكورون عبد الحميد أمين، نائب رئيسة الجمعية، بالتحكم في كواليس القرار،وتجييش أشخاص لا علاقة لهم بالنضال الذي يفترض وعيا بالقضايا المطروحة وليس الحضور الكمي فقط معتبرين "أن مثل هذه الممارسات هي التي ساهمت في هز مكانة الجمعية في الوسط الحقوقي وفي علاقتها مع مؤسسات الدولة الأمر الذي انتهى بتهكم بعض المدراء على طريقة حضور الجمعية" . وأكد أعضاء المكتب المركزي المذكورون أنهم سيطرحون خلال المؤتمر المقبل عددا من الإشكالات التي يعرفها عمل الجمعية من بينها؛ الغموض في مالية الجريدة بالإضافة إلى بعض القضايا الأخرى المرتبطة بسفريات ودورات التكوين،وطريقة تدبيرها موضحين أن هذا "النضال بالأداء"لا يستفيد منه في غالب الأحيان إلا المحسوبين على النهج الديمقراطي دون غيرهم. تأتي التصريحات المذكورة لتنضاف إلى مضمون الوثيقة التي يتم تداولها في صفوف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان،والتي نشرتها "النهار المغربية" في وقت سابق التي تتهم عبد الحميد أمين ب"السيطرة على دواليب الجمعية بإحكام بعد أن وفر كل الشروط لذلك" وكانت الوثيقة قد أشارت إلى أن "الرئيس الفعلي الحالي ومهندس القوانين داخل الجمعية استغل المناخ الديمقراطي المتوفر في الجمعية،وطيبوبة مناضليها ليفرض هيمنته المطلقة على كل أجهزة ومؤسسات الجمعية،وهذا ما لم يتأت له داخل النقابة، " إ.م.ش"،حيث كان يواجه بشراسة من طرف زبانية المحجوب بن الصديق،وكان لا يستطيع حتى الدفاع عن مواقفه أمام زعيم النقابة،وأمام هذا الفشل النقابي توجه إلى الجمعية ليحقق ما لم يتسن له تحقيقه في النقابة". واتهمت الوثيقة عبد الحميد أمين ب" إقحام أعضاء في أجهزة الجمعية مدعيا أنهم مستقلون لكنهم في الحقيقة يدورون في فلكه ومقربون جدا إن لم يكونوا منخرطين بالنهج الديمقراطي" و" يبسط هيمنته على اللجن المركزية كالتنظيم والإعلام والعلاقات الخارجية،بل ويقوم بتوجيه "النصح" وإعطاء التعليمات للجن الأخرى كلجنة المرأة ولجنة الشباب". يذكر أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع ستجتمع خلال هذا الأسبوع للحسم تاريخ محدد للمؤتمر الذي سينعقد تحت شعار" حركة حقوقية وديمقراطية قوية من أجل دستور ديمقراطي ودولة الحق والقانون ومجتمع الكرامة والمواطنة".