محمد بنيحيى، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الاتحاد الاشتراكي، أن التحضير للمؤتمر يجب أن يبتعد عن جميع الضغوطات، وشدد في حوار مع « » على أن اللجنة التحضيرية لا يشرف عليها المكتب السياسي، وقال إن هذا الأخير وقع في خطأ تدبيري وقام بتصحيحه. - هل اللجنة التحضيرية جهاز مستقل عن المكتب السياسي؟ < أريد أن أؤكد على مسألة مهمة هي أن اللجنة التحضيرية جهاز مستقل عن باقي الأجهزة الحزبية، ولن نسمح لأي كان بأن يتدخل في تدبيرها وإلى غاية المؤتمر المقبل ستسير الأمور في هذا التوجه بمعنى استقلالية اللجنة التحضيرية بصفة تامة. وهنا أشير أيضا إلى أمر أعتبره في غاية الأهمية، فالمجلس الوطني الأخير، والذي يعد أعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر الوطني، كلفنا بمهمة التحضير للمؤتمر المقبل وأعطانا كل الصلاحيات من أجل تحضيره في أجواء ديمقراطية، كما قرر نفس الجهاز أن نأخذ مسافة مع جميع الأجهزة، وبالتالي فنحن سنخضع لهذا الاختيار وسننضبط لقرارات مجلسنا الوطني ولن نسمح لأي كان بأن يتدخل في تدبيرها أو أن يملي علينا توجهاته كيفما كانت. - لكن ماذا عن دعوة المكتب السياسي للجنة التحضيرية للاجتماع والتي نشرت في جريدة «ليبراسيون»؟ < يجب أن تعرف أن الأمر لا يتعلق بصراع، وأنا لن أنزلق في هذه الأشياء، المكتب السياسي وقع في خطأ تدبيري وتم تصحيحه، حيث فوجئت وأنا أتصفح جريدة الحزب الناطقة باللغة الفرنسية بدعوة من المكتب السياسي يدعو فيها إلى عقد اجتماع مع أعضاء اللجنة التحضيرية، رغم أن هذه الأخيرة لا تشتغل تحت إشرافه، وكان لابد من تصحيح هذا الخطأ وهو ما حصل فعلا، حيث تم الاعتذار للجنة التحضيرية على صفحات جريدة الحزب «ليبراسيون». - هل جميع «التيارات» ممثلة في اللجنة التحضيرية وأعني بذلك ما يعرف بتيار اليازغي وتيار المكتب السياسي؟ < إبان أشغال المجلس الوطني الذي انبثقت عنه اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل، والذي أردناه أن يكون مؤتمرا عاديا نوعيا بصيغ استثنائية، كان هناك تنافس في الانتخابات بين المرشحين، وحسم الأمر بتصويت أعضاء المجلس الوطني على ممثلي اللجنة التحضيرية، فلن تكون هناك حرب مواقع في هذه اللجنة، نحن لسنا معنيين بالتيارات التي تتكلمون عنها. - هل هناك اتجاه نحو تغيير الخط السياسي للحزب خلال المؤتمر المقبل؟ < اللجنة التحضيرية تجتمع فيها عدة آراء واختلاف هذه الأخيرة يعني النقاش، هناك العديد من القضايا المطروحة علينا منها مراجعة الأداة الحزبية وقضايا أخرى سياسية وتنظيمية، وإن أراد المؤتمرون تغيير الخط السياسي فلهم ذلك، وللإشارة فقط فإنه إلى حد الآن لن نحسم في أية قضية بالتصويت ما عدا اختيار أسماء أعضاء اللجنة التحضيرية. - ما هو تصوركم للمؤتمر الوطني المقبل للاتحاد؟ < هناك نقاش متواصل وطني مع جميع الفاعلين سيتم فتحه مع فاعلين من خارج الاتحاد أيضا ونقاش مع جميع الاتحاديين حتى المبعدين منهم والذين سبق أن جمدوا عضويتهم بالحزب وأيضا مع باقي مكونات اليسار. ونحن نريد من المؤتمر الوطني أن يكون لجميع الاتحاديين. - ما هي أسماء المبعدين التي فتحتم معها نقاشا في هذا الإطار؟ < إلى حدود اليوم نحن وضعنا فقط تصورا ولكن من المؤكد أننا سنلتقي العديد منهم قبل العاشر من مارس المقبل، وسنعقد سلسلة من الاجتماعات معهم، لأننا في مرحلة يجب أن نكون فيها مجتمعين وليس العكس. - هناك من يتحدث عن إمكانية تأجيل المؤتمر المقبل وألا يكون في موعده وفي المكان الذي حدد له؟ < المؤتمر الوطني المقبل ليس من المؤكد أن ينعقد في مدينة بوزنيقة كما كان متوقعا، لماذا لا نذهب مثلا إلى أكادير أو مدن أخرى كالدارالبيضاء ومراكش، ومن الطبيعي أن نتوجه إلى مدن مغربية أخرى مهمشة، علينا أن ننفتح على جميع الخيارات ولا يجب أن نركز عملنا في اتجاه واحد فقط. أما بخصوص إشاعات التأجيل فنحن لم نشرع بعد في العمل والبعض يتحدث عن تأجيل عقد المؤتمر؟ - ما هو حجم الميزانية المرصودة للمؤتمر الوطني المقبل؟ < هذا موضوع ليس لدينا فيه أي إشكال، فلدينا الإمكانيات المادية الكافية ليمر مؤتمرنا في أحسن الأحوال، لدينا إمكانياتنا الذاتية، وبالتالي فإكراه الإمكانات المادية غير وارد بتاتا. وفي ما يخص حجم الميزانية المرصودة للمؤتمر المقبل فلم نحددها بعد لأننا في بداية أشغال اللجنة التحضيرية. - في اعتقادكم الشخصي، ألا تظنون أنه حان الوقت من أجل تغيير التوجه السياسي للاتحاد؟ < أريد أن أؤكد على مسألة مهمة في اعتقادي، داخل الاتحاد الاشتراكي ليست هناك نخبة سياسية هي من تقرر في مصير الحزب وفي توجهه السياسي، إذا كان المناضلون يريدون التجديد في الخط السياسي وعلى مستوى الأجهزة الحزبية فلهم ذلك وما عليهم إلا أن يطالبوا بذلك في المؤتمر المقبل الذي يعد أعلى هيئة تقريرية. القرار داخل الحزب لا يمتلكه شخص واحد، والأقاليم والجهات هي التي تحضر للمؤتمر المقبل ونحن نساعدهم فقط ونقوم بدور التأطير، يجب أن تعرف أن «الاتحاديين صعاب»، يجب أن تنصت إلى آرائهم والآراء المضادة أيضا. وشخصيا لا أومن بالرأي الوحيد.