المغرب يوسع استثماراته في الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر    أمواج عاتية ستهم المضيق والسواحل الأطلسية ابتداء من يوم الإثنين    الدرهم يرتفع أمام الدولار ويتراجع أمام الأورو.. واستقرار في الأصول الاحتياطية الرسمية    المغرب يعزز صناعته الدفاعية: مصنع بنسليمان يستعد لإنتاج 100 مدرعة Kestrel Whap سنويًا    خمسة حكام يمثلون الصافرة المغربية في كأس أمم أفريقيا تحت 17 سنة    النقابة الوطنية للصناعة التقليدية تنتقد تدبير جمعية الأعمال الاجتماعية وتطالب بافتحاص مالي    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة في 24 ساعة    توقيف شخص بطنجة بشبهة حيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية    فتح باب الترشيح لمنصبي مدير(ة) إقليمي(ة) بالمضيق الفنيدق والفحص أنجرة    "توتال" تخضع للتحقيق في فرنسا    العراق يحتل المركز الأول عالميا في عدد أشجار النخيل    رئيسة المكسيك ترفض تدخل جيش أمريكا ضد الكارتيلات    العدالة والتنمية يطالب بالتحقيق في مشاركة رجال السلطة في توزيع مساعدات "جود"    رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للاتحاد الإفريقي: رئاسة المغرب تميزت بإنجازات "غير مسبوقة"    تأجيل محاكمة برلماني سابق و15 متهما في قضية تفويت أراض سلالية بمراكش    القصر الكبير : انهيار منزل يُصيب سيدة وابنها ويُثير مخاوف السكان    تصفيات مونديال 2026: نيمار يغادر معسكر المنتخب البرازيلي بسبب الإصابة    دوري الأمم الأوروبية: كورتوا يعود لتشكيلة المنتخب البلجيكي    وزير الداخلية الفرنسي: النظام الجزائري لا يحترم شعبه ويتجاهل معاناته    أعاصير "مدمرة" تضرب ولايات أميركية    صحيفة 'إل كونفيدينسيال' تبرز دور المغرب في نشر إسلام معتدل ووسطي    البطولة الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال 25).. فريق الجيش الملكي يفوز على ضيفه المغرب الفاسي (3-1)    البولندي مارشينياك حكم ديربي مدريد يكسر صمته بشأن لقطة ألفاريز    مْسِيحْ المْوس: حين يصبح الضحك على الذقون سياسة رسمية !    مؤسسة لالة زهرة اليملاحي للتنمية العادلة وإحياء الثرات بالعرائش تنظم رمضانيات ليكسوس لإحياء الثرات    أبرز المعارك الإسلامية.. غزوة "بني قينقاع" حين انتصر النبي لشرف سيدة مسلمة    انخفاض جديد في أسعار المحروقات بالمغرب ابتداء من السبت    الاستثمارات الإشهارية تناهز 452 مليون درهم خلال الأيام العشرة الأولى من رمضان    المغرب والعراق يعززان التعاون الدبلوماسي بإعفاء متبادل من التأشيرات    الولايات المتحدة تطرد سفير جنوب إفريقيا لأنه "يكره" ترامب    "عبق التراث" يميز وثائقيات "الأولى"    كيوسك السبت | نداء لعودة الأطفال المحتجزين لدى الجماعات المسلحة لأوطانهم    هيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة: صافي الأصول يتجاوز 723 مليار درهم    مركز يستنكر توقيف عملية جراحية    الاتحاد الأوروبي يفرض رسوما على صادرات المغرب من إطارات السيارات    "كلية وجدة" تحتفي بذاكرة أساتذة    صهيوني مجرم "بيدوفيلي" .. هارب من العدالة الإسرائيلية يعيش بحرية في أكادير منذ عام 2006    الركراكي : المواجهتان القادمتان لن تكونا سهلتين … ويعطي إشارات للاعب سيكون المميز عالميا … !    استياء عارم من إغلاق المسبح المغطى بالجديدة عارم من إغلاق المسبح المغطى بالجديدة    مستشفى القرب بميضار يعاني شللاً شبه كامل بسبب تسرب مياه الأمطار    أزمة في المستشفى الجديد بتنغير    بيكيه ينهمر في البكاء أمام المحكمة … !    وكالة بيت مال القدس تواصل توزيع "قفة رمضان" بالمدينة المقدسة    الغذاء المتوازن و صحة القلب في رمضان !!    بالصدى .. الثقة والزئبق    عرقلة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي بسبب ارتفاع الأسعار وترويج المواد الغذائية الفاسدة    فرنسا تعلن استيراد الحصبة من المغرب    طنجة: توقيف شخص متورط في حادثة سير عمدية مع الفرار    أهمية الفحوصات الطبية خلال شهر رمضان    جماعة العرائش تنظم الدورة الأولى من رمضانيات السماع والمديح    الفرجة الرمضانية بين النقد السريع والنقد المدفوع    "ألف يوم ويوم".. سيمون بيتون تحكي الحاج إدمون عمران المليح    ظاهرة فلكية نادرة مرتقبة فجر يوم غدٍ الجمعة    جديد دراسات تاريخ الأقاصي المغربية: التراث النوازلي بالقصر الكبير    فضل الصدقة وقيام الليل في رمضان    ماذا يحدث للجسم إذا لم يتناول الصائم وجبة السحور؟ أخصائية توضح    أداء الشعائر الدينيّة فرض.. لكن بأية نيّة؟    دراسة: الوجبات السريعة تؤدي إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغرب يرفل في حلة خضراء من أجل إعادة تثمين ثرواته الزراعية والبيئية
نشر في زابريس يوم 08 - 12 - 2009


بقلم : عبد الواحد لبريم
لجأ المغرب إلى إعادة النظر في استراتيجيته الزراعية والبيئية بما ينسجم مع إعادة هيكلتها وبلورة منظور جديد للأدوار التي سيضطلع بها هذا النشاط الاقتصادي, وذلك في ظل الأجواء العالمية المطبوعة بهوس توفير الأمن الغذائي, والتغيرات المناخية, وارتفاع أسعار المواد الزراعية, واتساع دائرة الفقر, وتنامي أنماط التلوث وانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقد استطاع المغرب, بفضل اختياراته التي تصب في اتجاه تطوير قدراته البيئية والزراعية, ومن خلال عدد من البرامج من ضمنها, على الخصوص, مخطط "المغرب الأخضر" والميثاق البيئي, أن يرسم لنفسه مسارا يمكنه من التعاطي مع مختلف الإشكاليات ذات الصلة بكل ما هو بيئي وزراعي, وذلك بطريقة تدمج البعد الاجتماعي مع العاملين الاقتصادي والبيئي.
وبفضل هذه الاختيارات الجريئة, استطاع المغرب أن يتجاوب مع متطلبات الحاضر من دون أن يرهن قدرات الأجيال القادمة, مع إعادة إعطاء الفاعلية لاقتصاده, وفي الوقت ذاته التمكن من خلق نموذج للتنمية البديلة التي تساعد على تحقيق التقدم, كما تبعث على الأمل.
` مخطط "المغرب الأخضر" : منظور مغاير للنشاط الزراعي `
ووفق هذا المنظور, تمت صياغة مخطط "المغرب الأخضر" من أجل جعل الفلاحة محركا أساسيا لنمو الاقتصاد الوطني خلال الفترة المتراوحة ما بين 10 إلى 15 سنة القادمة, حيث من المنتظر أن يكون لهذا المخطط انعكاسات إيجابية على مستوى الرفع من الناتج الداخلي الخام, وخلق مناصب الشغل, والرفع من مستوى الصادرات, ومحاربة الفقر, إلى جانب الحفاظ على البيئة من خلال التقليص بشكل جوهري من كميات انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وإلى جانب تنوعه المناخي وامتداده الجغرافي فضلا عن غنى موارده الطبيعية والمائية وكفاءاته البشرية, فإن المغرب يتوفر على فرص كبيرة للتنمية الزراعية, كما يتوفر على إمكانيات هامة يجري تثمينها في إطار استراتيجية متكاملة للتنمية القروية.
فمنذ مطلع الاستقلال, ظل القطاع الفلاحي يحتل باستمرار مكان الصادرة ضمن الأولويات الوطنية للتنمية اعتبارا للمكانة التي يحظى بها ضمن النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني.
وتهدف التوجهات الحالية للسياسة الزراعية كما تتجسد من خلال الاستراتيجية الجديدة المهيأة طبقا للتوجهات الملكية السامية والتي تسهر على تنفيذها وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى تعزيز الإنجازات المحققة, والاستجابة في الوقت ذاته للتحديات الجديدة للمنافسة, إلى جانب الانفتاح والتقليص من الفوارق.
وبناء على ذلك, فإن السياسة الزراعية ستتمحور خلال السنوات القادمة حول أربعة محاور أساسية تتمثل في ضمان الأمن الغذائي, وتحسين دخل الفلاحين, والحفاظ على الموارد الطبيعية, وإدماج الفلاحة في السوق الوطنية والدولية.
وتعكس هذه الاستراتيجية الجديدة مقاربة مندمجة للتنمية تعتمد بالإضافة إلى التنسيق بين مختلف المصالح الوزارية, تعزيز صندوق التنمية القروية, وتكريس اللامركزية, والتعاون مع المنظمات غير الحكومية, وتنويع الأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل, والتعاون الدولي, وتكثيف الجهود الهادفة إلى تعزيز التجهيزات بالعالم القروي, إضافة إلى وضع البنيات الأساسية المنسجمة مع مبدأ القرب, وتأسيس شبكة للدراسات والأبحاث الخاصة بالتنمية القروية وتهدف هذه الاستراتيجية الجديدة على الصعيد الداخلي إلى وضع سياسة للمواكبة تهم النهوض بالتكوين المهني, وإدخال التكنولوجيا الجديدة, ومكننة الفلاحة, وإعادة هيكلة النشاط الزراعي بشكل عميق.
أما على الصعيد الدولي, وانطلاقا من كون المغرب يلتزم بتوظيف كل إمكانياته من أجل أن يكسب منتجاته الفلاحية تنافسية قوية في الأسواق العالمية, فإن هذه الاستراتيجية تنطلق من هذا التصور الذي يرتكز على الاستجابة المتواصلة للحاجيات المتزايدة للسكان, والعمل في الوقت ذاته على تطوير زراعة مستدامة قادرة على رفع التحديات, ومواجهة المنافسة على صعيد الأسواق العالمية.
وبناء على ذلك, فإن هذه الاستراتيجية الجديدة ذات الأبعاد الوطنية تروم علاوة على ذلك النهوض بالعالم القروي الذي يمثل في الظرف الراهن أزيد من نصف سكان المغرب, مع الأخذ بعين الاعتبار كون الساكنة القروية تتمتع بمؤهلات ودراية كبيرة بالتقنيات الزراعية.
وتعتبر هذه الاستراتيجية بغض النظر عن طابعها الشمولي والمندمج أداة مناسبة لجمع وتوظيف كافة الشروط المناسبة التي من شأنها المساعدة على الرفع من كميات الإنتاج وتحسين جودته, إلى جانب كونها وسيلة لتوجيه الفلاح والرقي بمستوى التأطير الزراعي على صعيد المغرب برمته.
` ميثاق البيئة : نحو تقنين أفضل لتدبير النفايات :
وانسجاما مع هذه الرؤية أيضا, فإن المغرب يعتزم في السنة المقبلة الإعلان عن ميثاق البيئة الموجه لتقنين تدبير النفايات الصلبة والسائلة في جميع القطاعات سواء المنتسبة منها للقطاع العام أو الخاص, مع الحرص على الحفاظ على الموارد والمحيط الطبيعي.
ويهدف هذا الميثاق إلى خلق وعي بيئي جماعي, والتحفيز على تغيير المواقف والتصرفات, والدفع في اتجاه مزيد من الالتزام من جانب مختلف الفاعلين في حقل المجتمع المدني, إضافة إلى حماية التنوع البيئي وجودة الموروث الطبيعي والتاريخي, وتشجيع التنمية المتوازنة, وتحسين نوعية الحياة والشروط الصحية للمواطنين.
وإذا كان الحفاظ على المحيط البيئي يشكل حجر الزاوية في جميع السياسات والاستراتيجيات التنموية, فإنه يعد أيضا من ضمن الانشغالات الأساسية التي تنبني على مقاربة ترابية تدمج كلا من الجهات كوحدات ترابية إلى جانب عمالات وأقاليم المملكة.
وفضلا عن ذلك, فالحفاظ على المحيط البيئي يكتسي أيضا بعدا تشاركيا يستدعي انخراط جميع الفاعلين الاقتصاديين والمنظمات المدنية, إلى جانب كونه يتمتع بمقاربة برامجية تتجسد من خلال مشاريع ذات انعكاس إيجابي كبير على البلاد كما يتجلى ذلك من خلال عدد من البرامج من ضمنها البرنامج الوطني للتطهير (50 مليار درهم في أفق سنة 2020), والبرنامج الوطني للنفايات المنزلية (37 مليار درهم في أفق سنة 2023), والبرنامج الوطني للحماية من الأخطار الصناعية.ومن المنتظر أن يتوج هذا الانشغال البيئي خلال تظاهرة يوم الأرض (أبريل 2010) بالتوقيع على ميثاق البيئة والتنمية المستدامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.