اكد المخرج التونسي شوقي الماجري انه فخور بمسلسله "هدوء نسبي" الذي يعرض على الشاشات العربية خلال رمضان ويلقى ترحيبا كبيرا في تونس نفسها "لصدق محتواه" على حد قول متابعيه. وتدور احداث المسلسل الذي استمر تصوير مشاهده الاخيرة مؤخرا في سوريا, حول معاناة الصحافيين العرب والاجانب خلال احتجازهم فى فندق فلسطين اثناء الغزو الاميركي للعراق, من اهوال الحرب ومخاوف الاختطاف والاعتقال. وعلى خلفية قصة حب بين مراسل صحافي سوري وزميلته المصرية جمعهما الواجب المهني في العراق خلال الحرب, يقف شوقي الماجري عند نقاط استفهام ظلت عالقة اثر "سقوط بغداد بتلك السهولة". كما يبحث في الصراع الدائر بين مختلف الطوائف الدينية في العراق وعمليات التعذيب في سجن ابو غريب الشهير ودور المتطوعين العرب. ويلقى المسلسل الذي تعرضه خصوصا قناة "نسمة تي في" التونسية منذ اول ايام رمضان, ترحيبا واهتماما من قبل المشاهدين في تونس الذين يشددون على "صدق محتواه". وفي اتصال هاتفي من دمشق مع وكالة فرانس برس, عبر المخرج التونسي "عن فرحته الكبيرة" بالصدى الطيب الذي لقيه "هدوء نسبي", مؤكدا ان العمل "جميل ومتعب في آن واحد". وعزا الماجري متابعة المشاهدين لهذا المسلسل الى "اهمية موضوع سقوط بغداد الذي يطرح لاول مرة على الشاشة الصغيرة". وعن سبب اختياره هذا المشروع يقول الماجري انه اراد تقديم عمل "يلامس احاسيس وهواجس الناس في بلد تربطني به علاقة ذاتية ومباشرة في اطار الوطن العربي الكبير". واضاف "في هذا العمل نفس جديد ومستوى فني راق ورؤية خاصة مغايرة للاعمال السابقة". واكد "عندما اقترح عملا لا بد ان اكون مقتنعا به وصادقا حتى استطيع الدفاع عنه امام نفسي اولا ثم امام الاخرين". ويفتخر الماجري بانه "نجح في جمع ثمانية جنسيات عربية واوروبية واميركية" في هذا العمل. ويؤدي الادوار الرئيسية في المسلسل الذي يقع في ثلاثين حلقة عدد من الفنانين العرب بينهم المصرية نيللي كريم والسوري عابد فهد والعراقي جواد الشكرجي واللبناني بيار الداغر والتونسي محمد علي بن جمعة. وقد صورت مشاهد المسلسل الذي الفه كاتب السيناريو السوري الروائي خالد خليفة, بين مصر وسوريا. واعتبر المنتج التونسي نجيب عياد "هدوء نسبي" من اهم المسلسلات التي تم انتاجها هذا العام. وقال لفرانس برس ان "العراق جرح ينزف (...) والمسلسل حرك فينا كثيرا من الالام والاوجاع التي يجب الا ننساها". ورأى ان شوقي الماجري "اثبت ان الدراما العربية يمكنها ان تتميز ببصماته الخاصة". واكد ان مواطنه نجح "في ادخال التقنيات السينمائية في الاعمال التلفزيونية ما يساهم في الحد من العلاقة الجدلية بين السينما والتلفزة ويجعلهما يتكاملان". من جهتها, قالت الصحافية كوثر العربي ان المخرج نجح "في نقل رؤية صادقة غير مبيتة من الاحداث زادها مستوى الاخراج وضوحا". واضافت "رغم اختلاف لهجاتهم بدا الممثلون وكانهم يتحدثون لهجة واحدة في التعبير عن مواقفهم من الاحداث وفي ذلك دلالات كثيرة". والماجري المقيم في سوريا منذ 1997 من المخرجين التونسيين الذي ذاع صيتهم في الاونة الاخيرة وفي رصيده عدد من الاعمال التي حصلت على جوائز عربية وعالمية من بينها مسلسل "الاجتياح" حول الحياة اليومية في الضفة الغربية على خلفية الاجتياح الاسرائيلي المتكرر للمدن الفلسطينية. كما قدم "ابناء الرشيد" حول ازدهار الدولة العباسية في عهد هارون الرشيد بينما حقق مسلسل "اسمهان" نجاحا كبيرا خلال عرضه على الشاشة الصغيرة في رمضان الماضي. وقد منح العام 2008 جائزة "ايمي" للاعمال التلفزيونية في الولاياتالمتحدة. وسيبدأ قريبا في تصوير فيلم "مملكة النمل" حول "باطن الارض في فلسطين" داخل مواقع اثرية في مدن تونسية وايضا في سورية. ومن المتوقع ان يكون جاهزا العام 2010.وتقدر ميزانية الفيلم الذي يشارك ايضا في انتاجه اطراف سورية ومغربية ومصرية بمليوني دولار.