بقلم ميشال موتو حذر خبراء من ان العناصر الاسلاميين المعزولين الذين يتحركون بمفردهم ضد اهداف قليلة الحماية يشكلون اليوم الخطر الذي يصعب على اجهزة الشرطة الغربية تطويقه. فرغم ان العنصر المعزول تظل فرصه ضئيلة لتنفيذ اعتداء بحجم هجمات 11 اسبتمبر 2001, فان تحركه في شكل متكتم يجعل رصده امرا بالغ الصعوبة حتى قبل يوم واحد من بدء نشاطه, وفق هؤلاء الخبراء. وقال خوان زاراتي العضو السابق في فريق مكافحة الارهاب ابان ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ان "التهديد الذي يشكله العنصر المعزول الذي يتحرك من الداخل هو المشكلة الاكثر خطورة بالنسبة الى قوات الامن". وجاء كلامه امام لجنة في مجلس الشيوخ الاميركي بعيد حادث اطلاق النار الاخير في قاعدة فورت هود والذي اسفر عن مقتل 13 جنديا بيد شخص واحد. واضاف "كلما عمد الارهابي الى التواصل مع الاخرين واظهار نياته وقدراته, كانت عملية كشف المؤامرة اكثر سهولة". واحصى مارك سيجمان العميل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في افغانستان والمتخصص بالشبكات الجهادية, 33 مؤامرة اسلامية في الغرب خلال الاعوام الخمسة الاخيرة. ومن بين تلك المؤامرات, نسبت ست الى القاعدة واثنتان الى منظمات تدور في فلكها, لكن 25 منها كانت "مؤامرات ذاتية قام بها اشخاص محليون من دون اي ارتباط بمنظمة ارهابية عبر الحدود". هنا يكمن الفرق مثلا بين راني ارنو, الشاب الفرنسي الذي اعتنق الاسلام واعتقل في ديسمبر 2008 بعد الاشتباه بانه اعد لاعتداء يستهدف مقر الادارة العامة للاستخبارات الوطنية قرب باريس, والاعتداءات او محاولات الاعتداء التي شهدتها لندن في يوليو 2005 والتي تبين ان منفذيها على صلة بتنظيم القاعدة المركزي. وقال سيجمان مؤلف كتاب "ليدرلس جهاد" (الجهاد من دون قائد) لوكالة فرانس برس "لقد انتقلنا من (مرحلة) تسلل الارهابيين المدربين الذين يمكن التصدي لهم بفاعلية عبر المراقبة الحدودية وتحقيقات الشرطة, الى ارهابيين يتبنون عقيدتهم بانفسهم ويعتمدون على تمويل ذاتي". ورغم ان التحقيق في حادث فورد هود لا يزال في بداياته, راى سيجمان ان مرتكبه نضال حسن هو فعلا ارهابي اسلامي معزول, كان على اتصال بالامام اليمني المتطرف العولاقي. وكان بدأ تحقيق داخلي في الحادث لتحديد ما اذا كان الجيش الاميركي قد اغفل مؤشرات تحذيرية. وفي مواجهة هذا النوع من التهديدات, انشا مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) هذا العام ما سمي "القوة الخاصة ضد المجرمين الذين يتحركون بدافع شخصي". واعرب رئيس الشرطة الفدرالية روبرت مولر عن قلقه حيال "العناصر المعزولين (...) الذين لا صلة تربطهم بمجموعة في الخارج". وشدد الخبير الاميركي ايفان كولمان على ان دعاة التطرف والمنظرين حول الجهاد العالمي يملكون "اداة بالغة القوة (على الانترنت), تتيح لهم (...) تعبئة اشخاص يسهل اختراقهم وحضهم على ارتكاب اعمال عنف". وتدارك "بما ان هذه الرسالة تصل الى افراد في كل انحاء العالم, فان مرتكبي هذه الهجمات قد يكونون اشخاصا غير متوقعين مثل موزعي البيتزا او حتى طبيب نفسي داخل الجيش الاميركي". وفي راي دومينيك توماس المتخصص في الاسلام المتطرف في كلية الدراسات العليا في علم الاجتماع ان مرتكب حادث فورت هود "كان لديه المادة الاولية, اي الشعور بالاحباط, قبل ان يجد له متنفسا في الافكار التي صادفها على الانترنت".واضاف ان "الامر الذي تلقاه (حسن) بالتوجه الى افغانستان كان بمثابة الفتيل" الذي اشعل الحريق, لافتا الى "ترحيب الشبكات الجهادية بما قام به واعتباره عملا جهاديا اصيلا".