رجاء خالد يشكل عيد الأضحى, الذي سيحتفل به في المغرب السبت , مناسبة يتوجه فيها مربو الماشية بالبوادي المغربية إلى المدن كالدار البيضاء لبيع أضاحي العيد. ولهذه الغاية, تتحول العديد من مناطق العاصمة الاقتصادية إلى ما يشبه أسواقا شعبية كبرى تعرض فيها رؤوس الأغنام والماعز, كما يجتاح هؤلاء الباعة القرويون مرابض السيارات والمحلات التجارية, بل وضرب الخيام في بعض الأماكن من أجل عرض القطيع بالقرب من الساكنة. ويكتري مربو الماشية, القادمون من السراغنة وبني ملال وسطات وزعير وعدة مناطق أخرى, محلات بالأحياء السكنية مقابل مبلغ يتراوح ما بين 4000 و6000 درهم لمدة 10 أيام. وفي هذا السياق يقول أحد مربي الماشية "أكتري كل سنة محلا بالحي المحمدي, إلا أن سومة الكراء هذه المرة مرتفعة أكثر عن السابق, ولا أظنني أنني سأحقق ربحا كبيرا". وبالنسبة لهذا الفلاح فإن تجارة الماشية بمناسبة العيد لم تعد ذات مدخول كبير نظرا لأن الجميع يسعى إليها لكسب بعض الربح. ويوضح موظف, تخلى عن بذلته وربطة عنقه اللتين استعاض عنهما بجلابة وحول محله التجاري إلى مستودع للماشية, أنه يكفي أن يتوفر المرء على مبلغ من المال وبعض المعلومات الأساسية في هذا الميدان ليتعاطى لهذه التجارة, مشيرا إلى أن هذه العملية توفر مدخولا جيدا. لكن, إذا كان معظم باعة أضاحي العيد يروجون بضاعتهم في الأحياء الشعبية, فإن بعض التجار المتخصصين يعرضون الماشية بالقرب من المتاجر الكبرى بسومة كرائية تصل إلى 25000 درهم عن 500 متر مربع, ويقترح هؤلاء الباعة على زبنائهم الميسورين جميع أصناف الأغنام كالصردي (48 درهم للكيلو), والبرغي (46 درهم للكيلو). وحسب أحد المستخدمين بمقاولة لتربية الماشية, فإن هذه الأخيرة تحصل على ربح يتراوح ما بين 100 و150 درهم عن رأس من رؤوس الأغنام التي تم جلبها من بني ملال, مشيرا إلى أن العمل في هذا المجال يتطلب الدراية والمهنية وخاصة الجدية لربط علاقات ثقة دائمة مع الزبناء. وأضاف أن الزبناء اليوم يعتبرون أكثر دراية ويقظة بحيث يدققون في مواصفات الأغنام من حيث الوزن والصوف والسن وتفاصيل أخرى تتعلق بالجودة.غير أنه في بعض المناطق التي تعرض فيها الماشية للبيع في أجواء غير نظيفة تتحول في هذه المناسبة إلى أماكن تتجمع فيها الأزبال وتفوح منها الروائح الكريهة التي يتضرر منها الساكنة المجاورة.