أعلن السيد عبد النبي منار مدير الطيران المدني بوزارة النقل والتجهيز أن استراتيجية تطوير النقل الجوي بالمغرب اعتمدت على مجموعة من الركائز من ضمنها الليبرالية والاندماج في الفضاء الأوروبي الموحد وتحسين الخدمات الأرضية, إضافة إلى التقيد بالمستلزمات الضرورية في مجال الأمن والسلامة الجوية. وأضاف السيد منار, في مداخلة ألقاها أمام المشاركين في الملتقى الجهوي ال`20 للفيدرالية الدولية لجمعيات المراقبين الجويين لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط الذي تحتضنه ورزازات إلى غاية خامس نونبر الجاري, أن تنفيذ هذه الاستراتيجية أفضى إلى تحقيق نتائج جد إيجابية سواء بالنسبة لحركة النقل الجوي, أو في أوساط الفاعلين في الأجواء المغربية, وحتى فيما يتعلق بالاستثمارات التي تدفقت على هذا القطاع. وأوضح السيد منار أنه خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2003 و2008 ارتفع عدد المسافرين الذين توافدوا على المطارات المغربية في إطار الرحلات الدولية من 2ر5 مليون مسافر إلى 11 مليون مسافر, أي بنسبة نمو تعادل 15 بالمائة سنويا. وبخصوص الاستثمارات المسجلة في القطاع, أكد أن سياسة الليبيرالية التي نهجها المغرب نتج عنها خلق أربع شركات جوية جديدة (أطلس بلو, جيت فور يو, المغربية العربية للطيران, والخطوط الملكية المغربية إكسبريس). وأشار إلى أن عدد الفاعلين في الأجواء المغربية تضاعف خلال السنوات الأربع الماضية ليرتفع من 22 شركة جوية إلى 44 شركة في الظرف الراهن. ومن أجل مواكبة هذا التطور, قال مدير الطيران المدني بوزارة النقل والتجهيز إن الإمكانيات المسخرة سواء في المطارات المغربية أو في الأجواء الوطنية عرفت تطورا ملموسا بفضل البرنامج الاستثماري الذي أطلقه المكتب الوطني للمطارات والذي يصل الغلاف المالي المرصود له إلى 7ر3 مليار درهم. وأضاف في هذا السياق أن هذا البرنامج الاستثماري سيستمر على امتداد الفترة الممتدة ما بين 2008 و2012 التي ستشهد إنجاز استثمارات أخرى بقيمة 11 مليار درهم, مما سيمكن من رفع إمكانيات استقبال المسافرين الوافدين على المطارات المغربية من 9ر11 مليون مسافر إلى 26 مليون سنة 2008, ليصل هذا الرقم إلى 36 مليون مسافر في أفق سنة 2012. وسجل السيد منار الأهمية القصوى التي يوليها المغرب في إطار هذه الاستراتيجية لضمان سلامة وأمن الطيران, حيث أكد أن جزءا هاما من هذه الاستثمارات يخصص لتعزيز الترسانة المسخرة للسلامة الجوية التي تحظى بالأولوية ضمن برنامج النهوض بقطاع النقل الجوي في المغرب.وذكر في هذا السياق بتوقيع المغرب في شهر دجنبر 2006 على اتفاقية مع اللجنة الأوروبية تخص الخدمات الجوية والتي يلتزم المغرب بموجبها بضمان أنجع درجات السلامة في مجال الطيران المدني, مشيرا إلى أن لجنة مختلطة تضم مسؤولين من المديرية العامة للطيران المدني واللجنة الأوروبية تسهر بشكل دوري على تتبع تنفيذ هذا الاتفاق.